الجهاد في سبيل الله تعالى
الجهاد في سبيل الله تعالى
Yayıncı
مطبعة سفير
Yayın Yeri
الرياض
Türler
أولًا: شجاعته البطولية الفذَّة في معركة بدر، قال علي بن أبي طالب ﵁: «لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله ﷺ وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأسًا» (١)، وقال ﵁: «كُنَّا إذا حمي البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله ﷺ فلا يكون أحد أدنى إلى القوم منه» (٢).
ثانيًا: في معركة أحد قاتل قتالًا بطوليًّا لم يقاتله أحد من البشر (٣).
ثالثًا: في معركة حنين: قال البراء: كنا إذا احمرَّ البأس نتَّقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذى به يعني النبي ﷺ (٤)، وركوبه ﷺ على البغلة في معركة حنين وغيرها، يدلّ على شجاعته العظيمة؛ ولهذا ذكر العلماء أن ركوبه ﷺ البغلة في موطن الحرب، وعند اشتداد البأس: هو النهاية في الشجاعة والثبات؛ لأن ركوب الفحولة أو الفرس مظنة الاستعداد للفرار والتولِّي، وكذلك نزوله إلى الأرض حين غشوه يدلّ على المبالغة في الثبات، والشجاعة والصبر (٥)، ومما يؤكّد ذلك رواية لمسلم عن سلمة ﵁
_________
(١) أحمد في المسند، ١/ ٨٦، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، ٢/ ١٤٣.
(٢) الحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي، ٢/ ١٤٣، ومسند الإمام أحمد، برقم ١٣٤٧، وعزاه ابن كثير في البداية والنهاية، ٣/ ٢٧٩ إلى النسائي، وهو في السنن الكبرى للنسائي، كتاب السير، باب مباشرة الإمام الحرب بنفسه، ٥/ ١٩١، برقم ٨٥٨٥.
(٣) انظر: زاد المعاد، ٣/ ١٩٩.
(٤) مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة حنين، برقم ١٧٧٦.
(٥) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، ١٢/ ٣٥٨، وفتح الباري لابن حجر، ٨/ ٣٢.
1 / 61