168

الإبطال والرفض لعدوان من تجرأ على كشف الشبهات بالنقض

الإبطال والرفض لعدوان من تجرأ على كشف الشبهات بالنقض

Yayıncı

دار الصفوة للنشر والتوزيع

Baskı

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Türler

[فبعث الله محمدًا ﷺ يُجدِّد لهم دين أبيهم إبراهيم ويخبرهم أن هذا التقرُّب والاعتقاد محض حق الله لا يصلح منه شيء لغير الله لا لملك مُقَرَّب، ولا لنبي مُرسل فضلًا عن غيرهما،] وإلا فهؤلاء المشركون يشهدون أن الله هو الخالق وحده لا شريك له وأنه لا يرزق إلا هُوَ، ولا يُحيي إلا هو، ولا يُميت إلا هو، ولا يُدبِّر الأمر إلا هو، وأن جميع السموات ومن فيهنَّ والأرضين السبع، ومن فيها كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره.
[فإذا أردت الدليل على أن هؤلاء الذين قاتلهم رسول الله ﷺ يشهدون بهذا فاقرأ قوله تعالى: ﴿قل من يرزقكم من السماء والأرض؟ أمن يملك السمع والأبصار، ومن يُخرج الحي من الميت، ويُخرج الميت من الحي؟ ومن يدبِّر الأمر، فسيقولون الله! فقل أفلا تتقون؟﴾. وقوله: ﴿قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون؟ سيقولون لله، قل أفلا تذكرون؟، قُل من ربُّ السموات السبع ورب العرش العظيم؟ سيقولون لله، قل أفلا تتقون؟، قُل من بيده ملكوت كل شيء، وهو يُجير ولا يُجار عليه إن كنتم تعلمون، سيقولون لله! قل فأنَّى تُسحرون﴾ وغير ذلك من الآيات.]
فإذا تحققت أنهم مقرُّون بهذا (١) ولم يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم إليه رسول الله ﷺ، وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه هو

(١) أي توحيد الربوبية.

1 / 172