الإعجاز العلمي إلى أين
الإعجاز العلمي إلى أين
Yayıncı
دار ابن الجوزي
Baskı Numarası
الثانية
Yayın Yılı
١٤٣٣ هـ
Türler
(١) يذكر بعض العلماء أن قوم عيسى ﵊ قد برعوا في الطبِّ، ولم أجد لهذه المعلومة أصلًا صحيحًا، فقومه هم اليهود، ولم يشتهر اليهود بالطبِّ، ولعل قولهم هذا كان نتيجة لمقدمة عقلية (أي: أن كل نبي يأتي بمعجزة من جنس ما برع به قومه)، وكانت معجزة عيسى ﵊ تتعلق بإبراء المرض وإحياء الموتى، فظنوا في قوم عيسى ﵊ معرفة الطبِّ والعناية به، وإلا فما الذي برع فيه قوم عيسى ﵊ لما قال لهم إنه يُخبرهم بما يدَّخرون في بيوتهم؟! وأول من رأيته أشار إلى هذا الجاحظ (ت:٢٥٥هـ)، قال: «وكذلك زمن عيسى ﵇ كان الأغلب على أهله، وعلى خاصة علمائه الطب، وكانت عوامهم تعظِّم على ذلك خواصهم، فأرسله الله ﷿ بإحياء الموتى، إذ كانت غايتهم علاج المرضى، وإبراء الأكمه إذ كانت غايتهم علاج الرمد، مع ما أعطاه الله ﷿ من سائر العلامات، وضروب الآيات؛ لأن الخاصة إذا بُخعت بالطاعة، وقهرتها الحجة، وعرفت موضع العجز والقوة، وفصل ما بين الآية والحيلة، كان أنجع للعامة، وأجدر أن لا يبقى في أنفسهم بقية».
1 / 6