Çözülmemiş Tarihi Gizemler: Zaman Boyunca En Esrarengiz Olaylara Heyecan Verici Bir Bakış
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Türler
وقد سميت الأم الافتراضية للجنس البشري باسم ملائم هو حواء.
وهكذا صار هناك سلف جديد للبشر، ولم يكن خدعة على عكس البلتداون. فلو كان علماء البيولوجيا على صواب، وكانت حواء قد عاشت منذ ما يقرب من مائتي ألف عام، لظهر الإنسان الحديث على الساحة قبل أكثر من مائة ألف عام من تقدير العلماء السابق لتاريخ نشأتهم المحتمل. وكان هذا يعني أن البشر الأوائل بصورتهم الحديثة قد تواجدوا قبل اختفاء النياندرتال؛ الذي كان لا يزال على قيد الحياة استنتاجا من الحفريات التي وجدت على شبه جزيرة أيبيريا قبل ثمانية وعشرين ألف عام.
وبذلك وقع أنصار فكرة أن أسلافنا كانوا من سلالة النياندرتال في حالة من التخبط والبلبلة؛ ففي النهاية، لو أن بعض أفراد هذه السلالة قد عاشوا في فترة متأخرة أكثر من الإنسان الحديث، فإن ذلك يقلل بكثير من احتمال تطور النياندرتال إلى الإنسان الحديث. ولو أن الإنسان الحديث عاش قبل حتى أن ينشأ النياندرتال، كما بدا محتملا آنذاك، فإن التطور كان مستحيلا بمعنى الكلمة.
وفرت الأساليب الحديثة لتأريخ البقايا القديمة مزيدا من الأدلة على أن الإنسان الحديث يعود تاريخه لزمن النياندرتال، إن لم يكن أبعد. فقد قدر العلماء أن سلالة النياندرتال كانت منتشرة في مواقع متعددة في الشرق الأوسط، منذ زهاء ستين ألف عام مضت؛ أي في النطاق الذي قدروه من قبل. ولكن التواريخ الجديدة الخاصة بوجود الإنسان الحديث كانت مفزعة حقا؛ فقد اتضح أنهم تواجدوا في المنطقة قبل قرابة تسعين ألف عام؛ أي قبل ما كان يعتقد من قبل بكثير.
في تلك الأثناء، كان علماء الآثار أيضا يعيدون تأريخ المواقع في أفريقيا جنوب الصحراء؛ حيث وجدوا دليلا على وجود الإنسان الحديث منذ ما يقرب من مائة ألف عام، وببعض الحسابات وصلت إلى مائتي ألف عام. وتضافر هذا مع النتائج التي توصل إليها علماء البيولوجيا عن أن وطن حواء - أي جنتها - كان في أفريقيا. ووجد كان وستونكينج وويلسون أن الحمض النووي للمتقدرات للأفارقة من السلالة الحديثة قد أظهر تنوعا أكبر بكثير من الأجناس الأخرى. وفسروا ذلك بأن الأفارقة كان لديهم مزيد من الوقت للتطور؛ ومن ثم لا بد أن الإنسان الأصلي كان أفريقيا.
وهكذا، ووفقا لما عرف بعد ذلك بنظرية «الخروج من أفريقيا»، يكون الجنس البشري قد ظهر أول ما ظهر في أفريقيا، ثم انتقل إلى الشرق الأوسط، ليصل في النهاية إلى أوروبا. وفي القارتين الأخيرتين، التقى بإنسان نياندرتال الأكثر بدائية، وانتهى الحال بالنياندرتال - كما هو الحال مع عدد كبير للغاية من الأنواع الأخرى التي احتكت بالبشر - بالانقراض. وبحلول بداية تسعينيات القرن العشرين، حل سيناريو الخروج من أفريقيا محل نظرية الاستمرارية الإقليمية ليصبح هو النظرية السائدة.
وجاءت أحدث الضربات الموجهة لنظرية الاستمرارية الإقليمية وآخرها في عام 1997، من علماء البيولوجيا الجزيئية مرة أخرى. فقد تمكن ماتياس كرينجز وزملاؤه بجامعة ميونيخ من استخلاص قدر ضئيل من الحمض النووي للمتقدرات من عظمة ذراع نياندرتال حقيقي؛ في الواقع من إنسان نياندرتال الأصلي الذي اكتشفه فولروت. بعد ذلك، قاموا بمقارنة الحمض النووي للمتقدرات في النياندرتال مع الحمض النووي للمتقدرات في البشر الذين على قيد الحياة، واكتشفوا أنهم اختلفوا في 27 من ال 379 موضعا التي قاموا بفحصها. (في المقابل، اختلفت عينات الحمض النووي للمتقدرات في الإنسان الأفريقي - التي أظهرت تنوعا أكبر من الحمض النووي للمتقدرات في أي إنسان حديث - في 8 مواضع فقط.) وخلص كرينجز إلى أن المسافة الجينية بين النياندرتال والإنسان الحديث جعلت من المستبعد تماما أن يكون أجدادنا من سلالة النياندرتال. •••
لم يرتض أنصار نظرية الاستمرارية الإقليمية أن يمر أي من هذا دون رد. فقاموا بالتشكيك في صحة الدليل الجيني والدليل التأريخي، وفي عام 1999 جاء ردهم باكتشاف مثير. فعلى بعد قرابة تسعين ميلا شمال لشبونة، اكتشف علماء آثار برتغاليون هيكلا عظميا لصبي يبلغ من العمر 24500 عام، بدا نصفه كإنسان ونصفه كنياندرتال. فقد كان وجه الصبي وجه إنسان حديث من حيث الصفة التشريحية، ولكن جسده وساقيه كانا لنياندرتال. وبدا أن عملية التأريخ، التي أرجعت الصبي إلى زمن ما بعد انقراض النياندرتال الخالص، تشير إلى أن الطفل كان منحدرا من أجيال مهجنة اختلط فيها النياندرتال مع الإنسان الحديث.
وسارع أنصار الاستمرارية الإقليمية إلى الإشارة إلى أنه لو كان قد حدث تزاوج بين النياندرتال والإنسان الحديث، لكان من الصعب اختلاف أحدهما عن الآخر، والذي ذهب إليه مؤيدو نظرية الخروج من أفريقيا.
استطاع الاكتشاف البرتغالي أن يزيد من الانقسام داخل المجال ، تاركا كلا الطرفين يدافع عن أدلة ونظريات بدت متناقضة. وقد حدث هذا إلى حد ما؛ فقد احتشد المدافعون عن كلتا النظريتين للتهليل للاكتشاف الجديد أو لرفضه لفترة زمنية طويلة. ولكن بلاغتهم الخطابية بدت خافتة أكثر مما كانت بعد الاكتشافات السابقة؛ ربما لأن محور النقاش كان يتغير. فبدلا من الجدال بشأن كون النياندرتال أو غيره من البشر القدماء قد تطوروا إلى إنسان حديث، كان تركيز العلماء ينصب بشكل متزايد على المسألة الخاصة بكيفية تفاعل النياندرتال والإنسان الحديث مع بعضهما البعض.
Bilinmeyen sayfa