Çözülmemiş Tarihi Gizemler: Zaman Boyunca En Esrarengiz Olaylara Heyecan Verici Bir Bakış
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Türler
وعلى مدى معظم القرن العشرين، لم يحدث شيء سوى اتساع الصدع العلمي. فعلى أحد الجانبين، وقف أتباع مورتييه الذين اعتبروا النياندرتال أسلافنا المباشرين، وإن كانوا بدائيين. وعلى الجانب الآخر، وقف أمثال بول الذين اعتبروا النياندرتال - على أقصى تقدير - أبناء عمومتنا من بعيد، وطريقا تطوريا مسدودا قدر أن يحل الإنسان الحديث محله. وفقط في السنوات القليلة الماضية بدأ العلماء، على نحو متردد للغاية، في بناء جسر لرأب هذا الصدع.
هل يوجد أي نياندرتال في العائلة؟ من اليسار نجد إنسان بلتداون، يليه إنسان نياندرتال، ثم إنسان كرومانيون (الحديث). (قسم خدمات المكتبة المجاني، المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي.) •••
من الأسباب الكامنة وراء قدرة أتباع بول على رفض النياندرتال، خلال القرن العشرين، أنهم استطاعوا تقديم مرشحهم الخاص، والأكثر شهرة بكثير، على نحو مطمئن ليكون سلف الإنسان. كان هذا هو إنسان بلتداون الذي اكتشف عام 1912 ولم يحظ بالكثير من الشهرة. فقد وجد صائد حفريات هاو يدعى تشارلز داوسون عظام البلتداون في حديقة عامة تحمل هذا الاسم في ساسيكس بإنجلترا، وكانت حادثة مثيرة. فعلى عكس جمجمة النياندرتال، بدت جمجمة البلتداون - على معظم الأصعدة - كجمجمة إنسان حديث. وفقط الفك - الذي كان أشبه بفك القرد - هو ما بدا بدائيا، ولكن الأسنان المسطحة من أعلى أضافت لمسة بشرية. وهذا سلف كان بول سيسعد بانتمائه إليه.
المشكلة تكمن في أن البلتداون كان خدعة؛ فقد قام أحد الأشخاص، ربما داوسون، بدمج أجزاء من جمجمة إنسان حديث مع فك إنسان الغاب، ثم دهنها بشيء يغير لونها لتبدو أقدم. أما الأسنان، فقد تم بردها لتضليل الباحثين. حتى عام 1953، لم يكن العلماء قد فكروا في فحص الأسنان تحت ميكروسكوب، وهي المرحلة التي ظهرت فيها آثار البرد واضحة بشكل تام.
حينئذ تحول الزخم العلمي ليساند أن سلالة النياندرتال هم أسلاف للبشر. وبدلا من التأكيد على مدى اختلافهم عنا، بدأ العلماء في التركيز على أوجه التشابه. وفي عام 1957، ألقى عالما التشريح الأمريكيان - ويليام شتراوس وإيه جيه إي كيف - نظرة جديدة على نفس الحفرية التي شكلت أساس وصف بول لسلالة النياندرتال على أنهم كائنات وحشية لا بشرية. وكانت تلك هي حفرية لا-شابيل-أو-سانت، التي عثر عليها في أحد الكهوف في جنوب فرنسا عام 1908.
كان أول ما لاحظه شتراوس كيف أن إنسان لا-شابيل-أو-سانت كان يعاني من التهاب المفاصل. وقد استرعى ذلك انتباه بول أيضا، ولكنه تجاهل تداعيات ذلك. فقد كان التهاب المفاصل في رأي شتراوس يفسر قامة النياندرتال المنحنية، وفجأة رأى كلاهما أن بقية جسم إنسان نياندرتال لم يبد شديد الاختلاف عن الإنسان الحديث. وخلص عالما التشريح إلى أنه إذا كان إنسان نياندرتال «يمكن استنساخه ووضعه في أحد أنفاق نيويورك - شريطة أن يتم تحميمه وحلق ذقنه وإلباسه ملابس عصرية - فإنه ليس من المؤكد إن كان سيجذب أي قدر من الانتباه يفوق بعض الناس الآخرين المترددين على المكان.»
شهدت فترة ما بعد البلتداون إعادة تقييم لسلوك النياندرتال وشكله أيضا. ففي ستينيات القرن العشرين، مهد عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي سي لورينج براس الطريق بدراسات جديدة حول أدوات النياندرتال، وتقنياته، وترتيبات معيشته. فمن نمط الرماد الذي خلفه وراءه، على سبيل المثال، استنتج براس أن أفراد سلالة النياندرتال كانوا يخبزون طعامهم في حفر ضحلة لا تختلف كثيرا عن تلك الخاصة بأنواع البشر اللاحقين. ولاحظ آخرون أن الكثير من بقايا النياندرتال بدت وكأنها دفنت عمدا؛ وهو ما يعد من الممارسات البشرية بلا شك. كذلك بدا ترتيب عظام الحيوانات بعناية في العديد من مواقع النياندرتال دلالة على وجود نوع ما من الذبح الطقسي، وكانت عظام النياندرتال في موقع كرابينا اليوغسلافي محطمة بطريقة تشير إلى وجود أكل للحوم البشر. وقد كانت تلك طقوسا بشرية بحتة مهما كانت مروعة ومفزعة.
وصل إجلال سلالة النياندرتال أوجه عام 1971، مع نشر عمل رالف سوليكي حول كهف عراقي يعرف بكهف شاندر. فقد عثر في عينات التربة التي أخذت من إحدى مقابر النياندرتال على قدر كبير للغاية من لقاح الورد البري؛ أكبر بكثير مما كان يمكن أن تجلبه الرياح أو تحمله أقدام الحيوانات. واستنتج سوليكي أن أفراد سلالة النياندرتال الذين عاشوا في شاندر قد وضعوا قرابين من الورد على مواقع دفنهم؛ ولذا أطلق على كتابه «شعب الورد الأول». وكدليل إضافي على بشريتهم، لاحظ سوليكي أن بقايا أحد الرجال المسنين هناك تشير إلى أنه كان يعاني من ضعف في ذراعه اليمنى وأنه كان ضريرا. وهاتان الحالتان كانتا بالتأكيد ستؤديان به إلى موته المبكر؛ إن لم يكن أفراد عائلته أو قبيلته قد اعتنوا به.
وبكتاب سوليكي، اكتمل تحول سلالة النياندرتال؛ فلم يعد أفرادها الوحوش الشبيهة بالقرود - كما تخيلهم بول - بل صاروا كنسخة بدائية من الهيبز؛ شعبا أكثر آدمية من الإنسان الحديث في أوجه عدة. وكانت هذه هي نقطة الذروة لما صار معروفا بنظرية «الاستمرارية الإقليمية»، التي تقضي بأن الإنسان الحديث قد تطور من النياندرتال في أوروبا والشرق الأوسط، ومن شعب آخر على نفس الدرجة من القدم في مناطق أخرى. ولكن صورة النياندرتال (ومعها نظرية الاستمرارية الإقليمية) كانت على وشك المعاناة من تحول آخر، وهذه المرة لم تأت الهجمة من علماء الآثار أو علماء الإنسان، ولكن من علماء البيولوجيا الجزيئية. •••
كان علماء البيولوجيا على قدر قليل من المعرفة بالحفريات، وعلى قدر أقل من المعرفة بعلم الآثار والأنثروبولوجيا، ولكنهم كانوا يعرفون الكثير عن جزء صغير من المادة الجينية المعروفة باسم الحمض النووي للمتقدرات، أو الميتوكوندريا. فقد قام فريق من علماء البيولوجيا بجامعة بيركلي - ريبيكا كان، ومارك ستونكينج، وآلان ويلسون - بحساب معدل حدوث الطفرة في الحمض النووي للمتقدرات لدى الإنسان، وفي عام 1987 توصلوا إلى تقدير جديد للأصول البشرية بلغ قرابة مائتي ألف عام.
Bilinmeyen sayfa