دعي التلميذ العاشر بالاسم تداوس عند مرقس، ولباوس عند متى، ويهوذا بن يعقوب عند لوقا. ونحن هنا مرة أخرى أمام ثلاثة تلاميذ لا تلميذ واحد يحمل ثلاثة أسماء. وقد اختار كل إنجيلي واحدا من هؤلاء التلاميذ وأسقط البقية، وذلك من أجل الحفاظ على الرقم 12. (3)
فيما يتعلق بالتلميذ الحادي عشر الذي دعي عند مرقس ومتى بسمعان القانوي وعند لوقا بسمعان الغيور، فإن كلمة القانوي هي كلمة آرامية وتعني الغيور، أي المنتمي إلى جماعة الغيورين على الدين، وهي جماعة دينية متطرفة كانت تسبب المتاعب للحكم الروماني في اليهودية. وعليه فإن الاسمين هما لشخص واحد.
إن خلاصة ما تقودنا إليه هذه المقارنة، هو أن قائمة الرسل لدى الإزائيين يجب أن تحتوي على 15 رسولا بعد إضافة كل من لاوي بن حلفي، ولباوس ، ويهوذا بن يعقوب. ولكن المفاجأة التي تنتظرنا في رواية يوحنا لدعوة التلاميذ، هي ظهور تلميذين جديدين لم يرد ذكرهما لدى الإزائيين. وهذا ما يرفع عدد الرسل إلى 17.
في إنجيل يوحنا لدينا مسرح مختلف وسيناريو مختلف لرواية دعوة التلاميذ. فهنا لا نرى التلاميذ الأوائل يصطادون السمك في بحيرة طبريا أو يصلحون شباكهم، وإنما نراهم في عبر الأردن تجاه أريحا حيث كان يوحنا يعمد بالماء لمغفرة الخطايا، وكان اثنان منهما قد تحولا بعد العماد إلى تلميذين ليوحنا، وهما أندراوس أخو بطرس وتلميذ آخر لم يفصح المؤلف عن اسمه، ولكننا نفهم من السياق اللاحق لأحداث الإنجيل أنه «التلميذ الذي أحبه يسوع» مع بقاء اسمه مغفلا.
نقرأ في الإصحاح الأول: «وفي الغد أيضا كان يوحنا واقفا واثنان من تلاميذه، فنظر إلى يسوع ماشيا، فقال: هو ذا حمل الله. فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع. فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما: ما تطلبان؟ فقالا: رابي، الذي تفسيره يا معلم، أين تقيم؟ فقال لهما تعالا وانظرا. فأتيا ونظرا أين كان يقيم، ومكثا عنده ذلك اليوم. وكانت الساعة نحو العاشرة (= الرابعة بعد الظهر). كان أندراوس أخو سمعان بطرس واحدا من الاثنين اللذين سمعا يوحنا وتبعاه. هذا وجد أخاه سمعان فقال له: قد وجدنا مسيا، الذي تفسيره المسيح. فجاء به إلى يسوع، فنظر إليه يسوع وقال: أنت سمعان بن يونا، أنت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس. «في الغد أراد يسوع أن يخرج إلى الجليل، فوجد فيليبس فقال له اتبعني. وكان فيليبس من بيت صيدا مدينة أندراوس وبطرس. فيليبس وجد نثنائيل وقال له: وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء: يسوع بن يوسف الذي من الناصرة. فقال له نثنائيل: أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟ فقال له فيليبس: تعال وانظر. ورأى يسوع نثنائيل مقبلا إليه، فقال عنه: هو ذا إسرائيلي لا غش فيه. فقال له نثنائيل: من أين تعرفني؟ أجاب يسوع وقال له: قبل أن دعاك فيليبس وأنت تحت التينة رأيتك. أجاب نثنائيل وقال له: يا معلم أنت ابن الله، أنت ملك إسرائيل» (يوحنا، 1: 35-49).
نلاحظ من قراءة هذا النص أن عدد التلاميذ الأوائل الذين دعاهم يسوع هو خمسة تلاميذ، كما هو الحال لدى الإزائيين الثلاثة، ولكن مع اختلاف الأسماء.
فهم عند الإزائيين:
بطرس - أندراوس - يعقوب - يوحنا - متى (أو لاوي بن حلفي).
وهم عند يوحنا:
بطرس - أندراوس - التلميذ المجهول - فيليبس - نثنائيل.
Bilinmeyen sayfa