يقتبس متى من سفر إشعيا التوراتي 7: 14 عندما يقول: «لكي يتم ما قيل بالنبي القائل: هو ذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل». ثم يضيف من عنده: «الذي تفسيره الله معنا». ومتى هنا شأنه شأن بقية مؤلفي الأناجيل يعتمد على الترجمة اليونانية للتوراة والمعروفة باسم «السبعينية». وهذه الترجمة، كما يقر الآن جميع علماء التوراة، قد أخطأت بإيجاد المعادل اليوناني لكلمة
Almah
التي استخدمها مؤلف سفر إشعيا والتي تعني بالعبرية فتاة صغيرة، وقالت
أي فتاة عذراء. وعليه فإن الآية إياها في الأصل العبري ينبغي أن تقرأ على الشكل التالي: «هو ذا الفتاة الصغيرة (= ألمه) تحبل وتلد ابنا ... إلخ.» وهذا يعني أن شهادة سفر إشعيا عن ولادة المسيح من عذراء لا أساس لها في النص العبري لسفر إشعيا، ولا في بقية ترجمات التوراة إلى اللغة اليونانية، واللاحقة على السبعينية، والتي استخدمت في الواقع كلمة
Neanis
أي فتاة صغيرة باليونانية، مقابل
أي عذراء.
2 (6)
يقول متى: إن يوسف قد أخذ مريم كما أمره الملاك بعد أن كان عازما على تخليتها، «ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر، ودعا اسمه يسوع». وكلمة «يعرفها» هنا تدل على الخلوة الجنسية، وبما أن المعنى المباشر لهذه الآية يدل على أن يوسف لم يختل بمريم قبل الولادة، ولكنه ربما اختلى بها بعد الولادة، فإن القائمين على الترجمة الكاثوليكية الجديدة إلى العربية (منشورات المطبعة الكاثوليكية، بيروت، 1969م)، قد عمدوا إلى إعادة صياغة جملة «ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر»، وقالوا: «على أنه لم يعرفها. فولدت ابنا فسماه يسوع». (4) قصة الميلاد
إن قصة ميلاد يسوع غائبة عن أول الأناجيل وهو إنجيل مرقس، وكذلك عن آخرها وهو إنجيل يوحنا. وهذا ما دعا معظم الباحثين في العهد الجديد إلى اعتبارها إضافة لاحقة دبجها متى ولوقا كل على طريقته.
Bilinmeyen sayfa