الصلب والدفن
الصلب والدفن
إن الاختلافات التي يظهرها هذا الجدول بين الأناجيل الأربعة بخصوص أحداث أسبوع الآلام تنقسم إلى نوعين؛ النوع الأول اختلافات غير جوهرية يمكن عزوها إلى اضطراب ذاكرة الأشخاص الذين روى عنهم الإنجيليون أحداث ذلك الأسبوع، مثل يوم دخول يسوع إلى أورشليم، وما إذا كان قد أحدث الشغب في الهيكل في اليوم الأول أم في اليوم الثاني أم لم يحدثه في ذلك الأسبوع. أما النوع الثاني فاختلافات ذات أثر بعيد على العقيدة المسيحية، ولا يمكن عزوها إلا إلى اختلاف المواقف الفكرية للمؤلفين أنفسهم. ذلك أن المضامين اللاهوتية لتناول يسوع العشاء الأخير في وقفة العيد، تختلف عن المضامين اللاهوتية لتناوله ذلك العشاء في اليوم السابق للوقفة. وكذلك الحال فيما يتعلق بموته على الصليب عشية اليوم الذي يضحي به بحمل الفصح، أم في اليوم الأول للفصح.
سوف نبحث موضوع يوم موت يسوع في وقت لاحق، ونتفرغ في البحث التالي ليوم العشاء الأخير وهل كان عشاء فصح أم لا. ولكن بعد الاستطراد التالي:
العشاءات الثلاث
في الأسبوع الأخير لدينا ثلاثة عشاءات تناولها يسوع مدعوا تتداخل فيها الأحداث، وهي: (1)
العشاء في بيت عنيا مساء الأحد قبل الدخول إلى أورشليم، عندما جاءت مريم وسكبت الطيب على قدمي يسوع (إنجيل يوحنا). (2)
العشاء في بيت سمعان الأبرص مساء الأربعاء، عندما دخلت امرأة مجهولة وسكبت الطيب على رأس يسوع (مرقس، ومتى). (3)
العشاء الأخير مساء الأربعاء عند يوحنا، ومساء الخميس عند الإزائيين .
إن التدقيق في أخبار هذه العشاءات يقودنا إلى ملاحظة ما يلي: (أ)
Bilinmeyen sayfa