وبعد ما أكمل دراساته الابتدائية، عزم السفر إلى الحلة وهو لم يتجاوز من العمر السابع عشرة، حيث كانت بلدة الحلة يومذاك تعد من أكبر المدارس في العالم الشيعي، وكانت تحفل مدرسة الحلة برجال كفخر المحققين و.
ولدي وصول شيخنا إلى الحلة أجازه فخر المحققين أن يروي عنه وكان ذلك سنة 751 ه، يدل هذا على اطلاع فخر المحققين على شخصية هذا التلميذ، ومدى قابليته، وجاء في تلك الإجازة التي كتبها على ظهر كتاب القواعد: قرأ علي مولانا الإمام العلامة الأعظم أفضل علماء العالم سيد فضلاء بني آدم مولانا شمس الحق والدين محمد بن مكي بن محمد بن حامد أدام الله أيامه من هذا الكتاب مشكلاته وأجزت له رواية جميع كتب والدي (قدس سره) وجميع ما صنفه أصحابنا المتقدمون رضي الله عنهم عن والدي بالطرق المذكورة.
وكان يواصل حضوره على هذا الأستاذ الى أن رجع الى بلاده جزين، كما أنه تلمذ على سائر تلامذة العلامة كالسيد عميد الدين عبد المطلب والسيد ضياء الدين عبد الله، وهما ابنا أخت العلامة الحلي، وحضر أيضا درس قطب الدين الرازي وغيرهم.
أقوال العلماء فيه:
قال في حقه في أمل الأمل: كان عالما ماهرا فقيها محدثا مدققا، ثقة متبحرا، كاملا جامعا لفنون العقليات والنقليات زاهدا عابدا ورعا شاعرا أديبا منشئا، فريد دهره، عديم النظير في زمانه.
وقال الشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد: شيخنا الإمام الأعظم محيي ما درس من سنن المرسلين ومحقق حقائق الأولين والآخرين الامام السعيد ابي عبد الله الشهيد (1).
وقال فخر الدين محمد بن العلامة الحلي. وقرأ على مولانا الإمام العلامة الأعظم أفضل علماء العالم سيد فضلاء بني آدم مولانا شمس الحق والدين محمد بن مكي (2).
Sayfa 24