وإنّما سُمّيَ مَنسِرًا لأنّه مثلُ مِنسَرِ الطّائِرِ، يختلسُ اختلاسًا ثُمَّ يرجِعُ، ولا يُزاحِفُ. قالَ عُروةُ:
تَقُولُ: لَكَ الوَيلاتُ، هَل أنتَ تارِكٌ ضُبُوءًا، بِرَجْلٍ تارةً، وبِمَنسِرِ؟
قالَ أبو عُبيدةَ: المَنسِرُ والمِقنَبُ: ما بينَ الثلاثينَ إلى العشرينَ منَ الخيلِ. فإذا كثُرُوا فهيَ الفَيلَقُ. والمَجْرُ أكثرُها. وإذا كَثُرَ ولم يكدْ يتصرّمُ قالُوا: أرعَنُ. وكذلكَ الجَرّارُ. يقالُ: جيشٌ جَرّارٌ وأرعَنُ.
والجَيشُ أكثرُ منَ الكتيبةِ.
الأصمعيُّ: يقالُ لمُقدَّمِ الجيشِ: قُدمُوسٌ. وجمعُه قَدامِيسُ. واللُّهامُ: الكثيرُ. وأصلُه أن يَلتهمَ ما وقعَ فيه، فلا يُرَى، أيْ: يَبتلعُه. قالَ العجّاجُ:
* عَن ذِي قَدامِيسَ، لُهامٍ، لَو دَسَرْ *
دسرَ: نطحَ.
والسُّرْبةُ: ما بينَ العِشرينَ فارسًا إلى الثّلاثينَ. وأنشدَ لأبي القائفِ الأسديِّ:
أمسَى الفِراشُ مَطِيّتِي ولَقَد أَرانِي خَيرَ فارِسْ
زَولًا، أُفِيءُ غَنِيمةً في سُرْبةٍ، واللَّيلُ دامِسْ
وقالَ آخرُ:
* ولا يُطِيلُونَ إخمادًا، عَنِ السُّرَبِ *
والضَّبْرُ: الجماعةُ. ويقالُ منه: إضبارةٌ من كُتُبٍ. ومنه: ضَبَرَ الفَرسُ، إذا جَمعَ قوائمَه ووثبَ. قالَ ساعدةُ:
بينا هُمُ، يَومًا، كَذلِكَ راعَهُم ضَبْرٌ، لَبُوسُهُمُ الحَدِيدُ، مُؤَلَّبُ
مؤلّبٌ: مجمَّعٌ. وقالَ العجّاجُ:
1 / 35