397

3 من هم هؤلاء القوم الذين قال عنهم عمر إنهم كتبوا كتابا فيه سنة نبيهم فتركوا كتاب ربهم ، ولماذا لم يسمهم ! (فقال: إني كنت أريد أن أكتب السنن ، وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتابا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله ، وإني والله لا أشوب كتاب الله بشئ أبدا ) ؟! لقد كان أذكى من صاحبه أبي موسى حيث أوهم أنه يريد اليهود ولم يسمهم ، بينما سماهم أبو موسى! ففي مجمع الزوائد: 1/150، عن أبي موسى قال: قال رسول الله(ص): إن بني إسرائيل كتبوا كتابا واتبعوه وتركوا التوراة ) . لكنه كلام لاينطبق على تاريخ اليهود ولا النصارى أبدا ! فالذي حدث بعد نبي الله موسى(ع) أن أكثر قومه أطاعوا وصيه يوشع(ع) مدة قليلة ثم انقلبوا على أعقابهم بعد يوشع ولم يقبلوا الأوصياء(ع) ، بل شكلوا دولة القضاة التي هي أشبه بدولة الخلفاء القرشية . وفي هذه المدة لم يكتبوا أحاديث موسى ولا يوشع ، بل قاموا بتحريف التوراة .

والأمر بعد داود وسليمانأوضح ، فقد انقلبوا على أعقابهم أيضا ولم يقبلوا آصف بن برخيا الذي كان وصي سليمان، والذي ذكره الله تعالى في القرآن بقوله: قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ! وبعد ذلك بزمان طويل كتبوا كتبا في تشريعات موسى(ع) !ولكنهم لم يكبوا عليها ولم يتركوا التوراة ، لأنها شروح للتوراة المحرفة ، متجانسة معها .

أما النصارى فبعد تضييعهم الإنجيل كتبوا الأناجيل الموجودة وأكبوا عليها !

فالذين عناهم أبو موسى وعمر لاوجود لهم !!

4 تشير النصوص الى أن تدوين السنة كان مطلبا ملحا لعامة الصحابة ، وأنهم ضغطوا على عمر فاستمهلهم ليفكر في الأمر ، وفكر شهرا حتى هدأ جوهم ، ثم صعد المنبر وأعلن للمسلمين ما عزمه الله له ! (فأشاروا عليه أن يكتبها ، فظل عمر يستخير الله فيها شهرا ! ثم أصبح يوما وقد عزم الله له فقال...)؟! فهل نزل الوحي على عمر بأن رأيه وعزمه بمنع كتابة السنة هو عزم الله تعالى، وأن أمره الولاة بمحو المكتوب منها وإحراقه ، قرار من الله تعالى ؟!

المسألة: 112

تواضع عمر للصحابة لكي ينفذوا قراره - الفهرس

Sayfa 399