2 ألا ترون أن رواية الشاب عبد الله العاص ، تكشف لنا حقيقة خطيرة هي أن القرشيين الذين دخل الإسلام قليل منهم باختيارهم ، ودخل فيه أكثرهم مجبرين تحت السيف بعد هزيمتهم على يد النبي(ص) في فتح مكة ، كانوا يخافون أن يكرس النبي(ص) الخلافة من بعده لعترته ، فكونوا في حياة النبي(ص) حركة عملت داخل الصحابة لمنع تدوين كلامه الشريف ، وكانت تصل بالشباب الذين يدونون أحاديثه الشريفة مثل عبد الله العاص وتنهاهم عن ذلك ، بحجة أن النبي بشر يغضب ويتكلم على أشخاص ويحذر منهم ويلعنهم بغير حق ، فإذا كتب ذلك صار جزء من الدين ، وأضر بمصلحة هؤلاء القرشيين !
وقد جاء موقف النبي(ص) حاسما ، حيث أمر بمواصلة كتابة حديثه لأن منطقه مصون بعصمة الله تعالى في الرضا والغضب: (وما ينطق عن الهوى) . فماذا تقولون في هذا التفسير ؟
3 ما رأيكم في الرواية التالية عن عبدالله العاص ، التي تدل على أن الذين نهوه عن كتابة الحديث كانوا يتعمدون الكذب على النبي(ص) في حياته ويسخرون من كتابة أحاديثه؟! فقد روى الهيثمي في مجمع الزوائد:1/151: (عن عبدالله بن عمرو قال كان عند رسول الله(ص)ناس من أصحابه وأنا معهم وأنا أصغر القوم فقال النبي(ص): من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار . فلما خرج القوم قلت:كيف تحدثون عن رسول الله(ص)وقد سمعتم ما قال ! وأنتم تنهمكون في الحديث عن رسول الله(ص)؟! فضحكوا فقالوا: يا ابن أخينا إن كل ما سمعنا منه عندنا في كتاب ! ). انتهى .
فالرواية تشير الى أنهم قرشيون ( فقالوا يا ابن أخينا ) ، وأنهم كانوا يكذبون عمدا على النبي(ص) ، وأن ابن العاص انتقدهم بأنكم سمعتم لتوكم تحذير النبي (ص) لمن يكذب عليه ووعيده له بنار جهنم ، وها أنا أراكم تتحدثون عن لسانه بما لم يقل؟! فضحكوا منه وقالوا له: أيها الولد إننا نكتب حديثه مثلك فنحن نتحدث عنه مما هو مكتوب عندنا !!
Sayfa 396