389

ألف سؤال وإشكال

على المخالفين لأهل البيت الطاهرين - المجلد الثاني

الكتاب : ألف سؤال وإشكال ج2

المؤلف : علي الكوراني العاملي

الناشر : دارالسيرة

الطبعة : الأولى 1424

تقديم بقلم : سماحة آية الله السيد علي الحسيني الميلاني - الفهرس

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين

وبعد، فإن العقائد أهم مطالب الدين وأشرف مسائل المسلمين ، لاسيما الإمامة بعد رسول الله(ص) ، إذ بالإمام يعبد الله عز وجل ، ومنه تؤخذ معالم الدين .

وعقيدتنا أن النبي(ص) قد أوصى بالإمامة ونص على أن الإمام من بعده علي بن أبي طالب(ع) . أما مخالفونا فقد حاولوا أن يبرروا الأمر الواقع بعد وفاته(ص) فاضطربوا وتحيروا ، فمنهم من ذهب إلى أن النبي(ص) لم ينص على أحد ومات بغير وصية كالقاضي العضدي والتفتازاني وغيرهما . ومنهم من زعم أنه نص وأوصى ، واختلف هؤلاء بين قائل بأنه كان نصا جليا ، وقائل بأنه كان نصا خفيا ، وقد أغرب ابن تيمية بقوله إن النبي(ص) نص بالوصية على خلافة أبي بكر ، ولكن خفي عليه ، وعلى ابنته ، وعلى عمر ، وعلى سائر المهاجرين والأنصار ! (منهاج السنة:1/498).

فلما رأوا أن هذه الدعاوى لاتقنع ولاتصلح لتبرير ما وقع ، عمدوا إلى استعمال القوة ضد الشيعة ، محاولين القضاء على مذهب أهل البيت(ع) بالقضاء على أتباعه ! بل تصدوا الى كل من روى حديثا في صالحهم من غيرهم ، كما فعلوا بالنسائي والحاكم النيسابوري ، وابن السقا الواسطي ، وأمثالهم من أئمتهم .

كما وضعوا كتبا للتهجم على الشيعة والتشيع وأكثروا ، وسلكوا فيها كل الطرق للرد على هذا المذهب وأنصاره ، والصد عن تقدمه وانتشاره ! فكم من رواية اختلقوا ، وكم من حقيقة كتموا أو حرفوا !

وقد قابل ذلك علماء هذه الطائفة بالصبر والتحمل ، ولم تثن عزائمهم التهجمات ولا السياط والسجون ، حتى استشهد منهم الكثير !

وقد انقسمت الكتب التي ألفها علماؤنا في الباب إلى ثلاثة أنواع:

Sayfa 391