359

ولاخلاف بين الماضين والغابرين أنهما مكتوبتان في المصاحف المنسوبة إلى أبي بن كعب ، وأنه ذكر عن النبي(ص) أنه أقرأه إياهما !! وتسميان سورتي الخلع والحفد !!

وهنا سؤال: وهو أن يقال: ما الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم ، وهلا أبقيت التلاوة ليجتمع العمل بحكمها وثواب تلاوتها ؟!

وأجاب صاحب الفنون فقال: إنما كان كذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به فيسرعون بأيسر شئ كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام ، والمنام أدنى طرق الوحي )!! انتهى.

فتراهم جعلوا من أخبار الآحاد مستندا شرعيا لإثبات قرآنية جميع زيادات عمر وعائشة وأبي موسى، ومن تبعهم ، ومجموعها يبلغ أكثر من نص القرآن الفعلي ! وحكموا بأنها جزء من القرآن !

ثم اخترعوا لتخليص أصحابها من القول بالتحريف ، بدعة نسخ التلاوة وبكوا على تلك النصوص الركيكة التي أشربوا حبها لحب أصحابها ، وقالوا إنها: (مما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه ) !!

ثم اخترعوا حكما وأسرارا لما تخيلوه من أن الله تعالى أنزل أضعاف هذا القرآن ثم نسخه !!

في حين أنهم توقفوا في قرآنية البسملة والمعوذتين ، تبعا لأئمتهم أيضا !

- -

الأسئلة

1 هل تعتقدون أن نسخ التلاوة يعالج كل أحاديث مصادركم ، وأقوال أئمتكم وعلمائكم التي يبدو منها تحريف القرآن !

2 هل يجوز للمسلم أن يقول إن الفقرة الفلانية كانت يوما ما آية من كتاب الله تعالى ثم نسخت ، بغير دليل على الأمرين ؟

3 كيف جعلتم من الدليل على نسبة الآية إلى القرآن ، دليلا على نسخها لأنها لا توجد فعلا فيه ، بدون أن ينص حديثها أو أثرها على نسخها ؟! بل قد نص كثير منها على أنها ضاعت أو فقدت ، أو أنها مازالت من القرآن ؟!

Sayfa 361