131

من المتفق عليه بين المسلمين أن الله تعالى اختار بني إسماعيل من العرب، واختار بني هاشم من بني إسماعيل ، واختار أسرة نبينا صلى الله عليه وآله واصطفاها لأن فيها خير خلقه صلى الله عليه وآله ، ثم عترته الأئمة المعصومون الذين أمره الله أن يوصي المسلمين بمودتهم وطاعتهم ، فنفذ أمر ربه كما في حديث الثقلين الصحيح المتواتر الذي روته مصادر الجميع مختصرا ومطولا ، منه ما رواه أحمد :3/17: (عن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروني بم تخلفوني فيهما ) . انتهى .

ولو فكرت في كلامه صلى الله عليه وآله لرأيت أنه لايمكن تفسير قوله: ( وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) ، إلا أن الله تعالى أخبره بأنه سيكون من عترته إمام معصوم في كل عصر ، يواصل خط نبوته إلى يوم القيامة !

لماذا ألغت قريش أسرةالنبي صلى الله عليه وآله ؟

<<<<<<>>>>>

كان اختيار الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله من بطن بني هاشم أمرا صعبا على بطون قريش، لأن معنى الإيمان به الإعتراف بزعامته وزعامة عشيرته ! وهو أمر لا يقبله رؤساء بطون قريش حتى لو كان أمرا من الله تعالى !

وبهذا يجب أن نفسر وقوفهم ضد النبي صلى الله عليه وآله ومحاولاتهم قتله ، ومعاداتهم لعشيرته بني هاشم ومحاصرتهم في الشعب بضع سنين ، حتى يسلموهم محمدا فيقتلونه !

إن زعماء بطون قريش لم يكونوا يؤمنون بقضية اسمها قضية الآلهة ، وما مقولتهم (إن محمدا سفه آلهتنا وأفسد شبابنا) إلا شعارا في وجه الإسلام وبني هاشم !

وإلا فإنهم حاضرون لأن يضحوا بكل آلهتهم ، وأن يكسروا أصنامها بأيديهم ، بشرط أن تبقى لهم الزعامة ولايسلبها منهم محمد !

Sayfa 132