وقد تحمس لرأي عمر ابن قيم الجوزية في رسالته حادي الأرواح ، ومن المتأخرين محمد رشيد رضا في تفسير المنار:8/68 ، حيث أورد في كتابه رسالة ابن قيم كلها ، وهي نحو خمسين صفحة ، ومدح ابن القيم وغلا فيه لأنه مفكر إسلامي نابغة استطاع أن يحل المشكلة ويثبت رأي الخليفة بخمسة وعشرين دليلا ، رصف كلامها رصف الخطيب المكثر !
وتدور رسالة ابن قيم المدرسة الجوزية على محور واحد هو أن النار تفنى كما يخرب السجن ، فلا يبقى محل لأهلها إلا أن ينقلوا إلى الجنة !!
لكن الشوكاني تشجع وألف رسالة في الرد على عمر وابن تيمية ، قال في مقدمة فتح القدير:1/9: (للشوكاني مؤلفات، منها كتاب نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار.... وكشف الأستار في إبطال القول بفناء النار ). انتهى .
- -
وقد أخذ عمر عقيدته هذه من اليهود ولم يأخذ بتكذيب القرآن لهم ، ففي سيرة ابن هشام:2/380: (قال ابن إسحاق: وحدثني مولى لزيد بن ثابت عن عكرمة أو عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال: قدم رسول الله (ص) المدينة واليهود تقول: إنما مدة الدنيا سبعة آلاف سنة ، وإنما يعذب الله الناس في النار بكل ألف سنة من أيام الدنيا يوما واحدا في النار من أيام الآخرة ، وإنما هي سبعة أيام ثم ينقطع العذاب !!
Sayfa 108