331

ال 17

ثم قال للعطار يا هدا ما فعلت معى خيرا ولا اسديت الى حسنا ، كنت اشعرتنى بهدا الامر لاءوطن نفسى عليه واجعل لها من الصبر ما تدهب كرها اليه . تم جرت دموعه كالغدران وصار بين يديه كالحيران . [قال ابو الحسن] ((فقلت له ما اردت بك الا خيرا وخشيت ان اصدقك خبرها فيلحقك من 15 الوجد بها والاشتياق اليها ما انه يمنعك لقياها ويحيل بينك وبين روياها ، فاصبر واحضر حسك وطيب نفسك ولا تضعها وعزها ولا تدلها ، فهى الى نحوك مقبله. فقال الان من هى . فقلت هي شمس النهار جارية الرشيد وهده الموضع الدى انت فيه قصره الجديد المعروف بالخلد وقد امكنتنى الحيله حتى جمعت بينكما والامر لله فى حسن العاقبه فنسال الله تعالى خاتمه خير. فبهت 20 على بن بكار ساعه وقال لى اعلم ان فرط الحدر يقتضى محبة النفس والطمع فى بقايها ، ودهبتى نفسى ، وسوا عليك دهبت بعشق قاهر او بيد سلطان قادر . تم سكت . وادا بالجاريه قد رنت طرفها اليه وهو فى طاقة القبه وعليها وعليه سيما الوجد والمحبه ، وحركات كل واحد منهما تنم باستحكام الغرام وتنم عن مكنون الوجد ولسان العشق ناطق بينهما على سكونهما ومظهر سرهما على 2 صموتهما ، فتاملته ساعة وتاملها ساعة وامرت الجوار الاولات بعودتهن الى اسرتهن فجلسن عليها . ثم اشارت الى الوصايف فجات كل واحده بسرير وجعلن كل سرير تحت طاقه من القبه الدى نحن فيها وامرت الجوار المغنيات اللواتسى خرجن بين يديها بالجلوس على تلك الاسره فجلسن . ثم اومت الى 7/32 و واحده منهن فقالت لها غنى ، فاصلحت عودها وغنت وجعلت تقول (148) :

1 صب يحن اليه صب

قلباهما في الحب قلب

2 وقفا على بحر الهوا

فتزودا والبحر عدب

3 وقفا وقالا والدمو

ع على خدودهما تصب

4 الدنب للايام لي

س لمن يحن عليه دنب فاتت بلحن يستفز الحليم ويشفى السقيم ، فانزعج له والتفت الى جارية من الجوار التى بيننا فقال لها غنى قولى (149) :

Sayfa 386