Binbir Gece Masalları Üzerine Bir İnceleme
الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
Türler
وتتراوح قصص كيد النساء في كتاب ألف ليلة وليلة ما بين سحر الساحرات، وبين حيل المرأة للظفر بمن تحب في غفلة من الزوج أو الأب والأم، وما يقع بين هذين الموضوعين من مكر النساء في معترك الحياة، كحكاية دليلة المحتالة وابنتها زينب النصابة، أو في معترك الحروب والسياسة، مثل الألاعيب الغريبة التي قامت بها ذات الدواهي في الحروب بين العرب وبيزنطة.
وقد انتقلت الحكايات العربية عن حيل النساء ومكرهن عن طريق إسبانيا أيام الحكم العربي فيها. ولا يزال بين أيدينا كتاب مترجم عن العربية، عنوانه بإسبانية العصور الوسطى
LIBRO DE LOS ENGANOS E LOS ASAYAMIENTOS DE LAS MUGERES ، أي «كتاب حيل النساء وخداعهن». وتذكر مقدمة الكتاب أنه قد ترجم إلى القشتالية من العربية بأمر الأمير «فدريك» ابن الملك فرناندو والملكة بياتريس عام 1253م. والكتاب عبارة عن حكاية الملك وابنه والوزراء السبعة، كما وردت في ألف ليلة وليلة. وهذا دليل مادي على دور الكتب القصصية المترجمة في إسبانيا عن العربية في نشر تلك القصص والحكايات إلى بلدان أوروبا منذ العصور الوسطى. وقد انتقلت تلك القصص من ذلك الكتاب ومن غيره - ومعظمها حكايات في ألف ليلة وليلة - إلى كتاب الكونت لوقانور السابق ذكره، وغيره من الكتب التي كتبت في العصور الوسطى، إما باللاتينية أو باللغات المحلية التي تفرعت عنها.
قصص الخيال العلمي
«ومما يحكى أنه كان في قديم الزمان ملك عظيم ذو خطر جسيم وكان له ثلاث بنات مثل البدور السافرة والرياض الزاهرة وولد ذكر كأنه القمر، فبينما الملك جالس على كرسي مملكته يوما من الأيام إذ دخل عليه ثلاثة من الحكماء مع أحدهم طاووس من ذهب ومع الثاني بوق من نحاس ومع الثالث فرس من عاج وأبنوس، فقال لهم الملك: ما هذه الأشياء؟ وما منفعتها؟ فقال صاحب الطاووس: إن منفعة هذا الطاووس أنه كلما مضت ساعة من ليل أو نهار يصفق بأجنحته ويزعق. وقال صاحب البوق: إنه إذا وضع هذا البوق على باب المدينة يكون كالمحافظ عليها، فإذا دخل في تلك المدينة عدو يزعق عليه هذا البوق فيعرف ويمسك باليد. وقال صاحب الفرس: يا مولاي إن منفعة هذه الفرس أنه إذا ركبها إنسان توصله إلى أي بلاد أراد.»
حكاية الحكماء الثلاثة «... بلغني أيها الملك السعيد أن الحكيم عرف ابن الملك لولب الصعود وقال له: افرك هذا اللولب ففركه ابن الملك، فإذا بالفرس قد تحرك وطار بابن الملك إلى عنان السماء، ولم يزل طائرا حتى غاب عن الأعين، فعند ذلك احتار ابن الملك .. ثم إنه جعل يتأمل في جميع أعضاء الفرس فبينما هو يتأمل فيها إذ نظر كشيء مثل رأس الديك على كتف الفرس الأيمن ، وكذلك الأيسر، فقال ابن الملك: ما أرى فيه أثرا غير هذين الزرين، ففرك الزر الذي على الكتف الأيمن فازدادت به الفرس طيرا طالعة إلى الجو، فتركه ثم نظر إلى الكتف الأيسر فرأى ذلك الزر ففركه فتناقصت حركات الفرس من الصعود إلى الهبوط ولم تزل هابطة به إلى الأرض قليلا قليلا وهو محترس على نفسه ...»
حكاية الحكماء الثلاثة «... فوجد ولدين صغيرين من أولاد السحرة والكهان وبين أيديهما قضيب من النحاس منقوش بالطلاسم، وبجانب القضيب طاقية من الأدم بثلاثة تروك منقوش عليها بالبولاد أسماء وخواتم، والقضيب والطاقية مرميان على الأرض والولدان يختصمان ويتضاربان عليهما حتى سال الدم بينهما. وهذا يقول: ما يأخذ القضيب إلا أنا. والآخر يقول: ما يأخذ القضيب إلا أنا. فدخل حسن بينهما وخلصهما من بعضهما وقال لهما: ما سبب هذه المخاصمة؟ فقالا له: يا عم، احكم بيننا فإن الله تعالى ساقك إلينا لتقضي بيننا بالحق. فقال: قصا علي حكايتكما وأنا أحكم بينكما. فقالا له: نحن الاثنان أخوان شقيقان، وكان أبونا من السحرة الكبار، وكان مقيما في مغارة في هذا الجبل، ثم مات وخلف لنا هذه الطاقية وهذا القضيب. وأخي يقول ما يأخذ القضيب إلا أنا، وأنا أقول ما يأخذه إلا أنا. فاحكم بيننا وخلصنا من بعضنا. فلما سمع حسن كلامهما قال لهما: ما الفرق بين القضيب والطاقية؟ وما مقدارهما؟ فإن القضيب بحسب الظاهر يساوي ستة جدد والطاقية تساوي ثلاثة جدد. فقالا له: أنت ما تعرف فضلهما .. ففي كل منهما سر عجيب، وهو أن القضيب يساوي خراج جزائر واق بأقطارها، والطاقية كذلك .. لأن أبانا عاش مائة وخمسة وثلاثين سنة يعالج تدبيرهما حتى أحكمهما غاية الإحكام وركب فيهما السر المكنون واستخدمهما الاستخدامات الغريبة ونقشهما على مثل الفلك الداني وحل بهما جميع الطلسمات. وعندما فرغ من تدبيرهما أدركه الموت الذي لا بد لكل أحد منه. فأما الطاقية فإن سرها أن كل من وضعها على رأسه اختفى عن أعين الناس جميعا فلا ينظره أحد ما دامت على رأسه. وأما القضيب فإن سره أن كل من ملكه يحكم على سبع طوائف من الجن والجميع يخدمون ذلك القضيب، فكلهم تحت أمره وحكمه، وكل من ملكه وصار في يده إذا ضرب به الأرض خضعت له ملوكها وتكون جميع الجن في خدمته.»
حكاية حسن البصري «... وإذا ظفرنا بملكة الحيات نحطها في قفص ونروح بها إلى الأعشاب التي في الجبال، وكل عشب جزنا عليه وهي معنا ينطق ويخبر بمنفعته بقدرة الله تعالى. فإني قد وجدت عندي في الكتب أن في الأعشاب عشبا كل من أخذه ودقه وأخذ ماءه ودهن به قدميه ومشى على أي بحر خلقه الله تعالى، لم يبتل له قدم ...» «... فقالت له: اعلم أن عفان وبلوقيا لما فارقاني وسارا، دهنا أقدامهما من ماء ذلك العشب ومشيا على وجه البحر، وصارا يتفرجان على عجائب البحر. وما زالا سائرين من بحر إلى بحر حتى عديا سبعة أبحر ...»
حكاية مغامرات حاسب كريم الدين •••
من الواضح أن الاختراعات المذكورة في قصة الحكماء الثلاثة هي من قبيل الحكايات المستقبلية؛ فقد جرى بعد ذلك بقرون اختراع الآلة التي تعين الوقت كل ساعة بخروج التماثيل الخشبية الصغيرة ودخولها. أما الفرس الأبنوسي فهو أول ذكر لآلة تحمل الإنسان وتطير به في الجو ناقلة إياه من مكان إلى مكان، وعلى نحو يستطيع التحكم فيه. أما الفارس الذي يرصد أي عدو يدخل البلاد فهو أقدم شكل بدائي للرادار الذي يرصد دخول أجسام غريبة إلى منطقة معينة. وفي بعض نسخ هذه القصة، يزيد الراوي بأن يجعل ذلك الفارس يرسل بالصواعق على الغريب العادي فيقضي عليه، ويرون فيها أيضا أول تصوير لأشعة نووية أو أشعة الليزر في صورتها الحربية التي تمحق العدو وتزيل أثره من الوجود.
Bilinmeyen sayfa