Binbir Gece Masalları Üzerine Bir İnceleme
الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
Türler
حكاية قمر الزمان مع الملكة بدور •••
تعود قصص وحكايات وأساطير الحيل التي تلجأ إليها بعض النساء للتوصل إلى إنفاذ رغباتهن والتغلب على أي قيود تفرض عليهن، إلى عهود سحيقة في القدم. ويكفي أن نشير إلى آدم وحواء، والمتواتر عن تسبب حواء في خيانة العهد فأدت بالبشرية كلها إلى الهبوط إلى الأرض والمرور بالتجربة الدنيوية بما فيها من شقاء ونعيم. وبالمثل، نجد في أقدم النصوص الأدبية والأسطورية التي وصلت إلينا بشكل أو بآخر، الدور الذي تلعبه النساء في تدبير الحيل والمكائد. ويحتوي الأدب الفرعوني على قصة فريدة من نوعها في هذا المضمار، هي قصة الأخوين. وهي تحكي عن أخ أكبر يدعى أنوبيس، يعيش مع زوجته ومع أخيه الأصغر «باتا». وكان باتا يعتبر أخاه بمثابة الأب له، وزوجته بمثابة الأم. ولكن الزوجة أعجبت ذات يوم بقوة باتا وشبابه، فترغب فيه كرجل، وتمسك به وتطلب اليه أن يقضي ساعة معها. ويثور باتا ويرفض طلبها بعنف، ولكنه يقول إنه لن يذكر شيئا لأخيه مما بدر من زوجته. بيد أن الزوجة الماكرة تخاف رغم ذلك، فتبادر بالشكوى إلى زوجها بأن أخاه الأصغر قد حاول إغواءها، وعمدت إلى تلطيخ نفسها بالدهن والشحم كيما تبين لزوجها ما فعله باتا بها. ويثور الأخ الأكبر ويعتزم قتل أخيه عند عودته. ولكن رتل الأبقار التي يرعاها باتا تخبره عما يعتزم أخوه أنوبيس أن يفعل به، فيهرب بعيدا؛ وتعمد الآلهة إلى تفجير نهر يفصل بين الأخوين وتصطرع فيه التماسيح المتوحشة. ويهتف باتا بأخيه عبر النهر أنه مظلوم، وأن الزوجة هي التي أرادت إغواءه ولكنه رفض، ويعبر عن صدق ما يقوله بأن يبتر ذكره ويلقيه طعاما للتماسيح. وعندها يندم الأخ الأكبر على ظلمه لأخيه، ويدرك أن زوجته هي الخائنة، فيعود إلى منزله ويقتلها.
وهذه هي القصة كما يعرفها معظم القراء الآن، ولكن بقيتها أكثر تشويقا وإن كانت أكثر تعقيدا، وهي تستمر في الضرب على وتر خيانة المرأة وضعفها ومكرها. ذلك أن باتا يذهب بعد ذلك ويعيش في البرية على صيد الحيوانات. وتعطف عليه الآلهة، فتهبه فتاة هي أجمل امرأة على الأرض. وعاشت الفتاة معه، ويطلب منها ألا تذهب إلى الخارج كيلا يختطفها البحر، فهو لا يقدر على حمايتها منه، كما يحكي لها ما وقع له مع أخيه الأكبر وزوجته. بيد أن الفتاة لا تمتثل لنصيحته وتخرج، فيسمع فرعون مصر بجمالها الفائق فيأمر بإحضارها إليه. ولكن باتا يصرع كل الرجال الذين حضروا لأخذها. ويبعث الفرعون بامرأة معها أجمل أنواع الحلي فتبهر فتاة باتا بها وتذهب معها طوعا إلى الفرعون الذي يجعلها السيدة الأولى في البلاد. ويحتال الفرعون حتى تخبره الفتاة بقصة زوجها باتا، وعندها تخونه الفتاة وتفشي للفرعون السر الذي يمكن به أن يصرع باتا (قارن شمشون ودليلة)، وهو أن يقتلعوا برعم شجرة من أشجار الأرز عليها قلب باتا. وحين يفعلون ذلك، يموت باتا من فوره. وحين يعلم الأخ الأكبر أنوبيس بموت باتا، يقوم بشتى أنواع المراسم والتعاويذ والطقوس حتى يعيد القلب إلى جسد أخيه فتعود له الحياة. ويعتزم باتا الانتقام من زوجته، فيغير هيئته ويتحول إلى ثور مهيب الطلعة ذي لون عجيب، ويطلب من أخيه أن يقتاده ويقدمه هدية إلى الفرعون. ويعجب الفرعون بالثور ويغدق الهدايا على الأخ الأكبر دون أن يعرف هويته. وبعدها، يتحدث الثور، باتا، إلى زوجته حين تكون وحدها ويخبرها أنه زوجها باتا وأنه يعرف أنها خانته وأفشت سره للفرعون، فينتابها الذعر، وتمكر مكرها السيئ مرة أخرى، وتعمد إلى ما عمدت إليه «سالومي» فيما بعد، إذ إنها تنتزع من الملك الفرعون وعدا بأن يجيبها إلى أي شيء تطلبه منه، وحين يوافق، تطلب إليه أن يذبح الثور. ويوافق الملك مرغما، ولكن نقطتين من دماء الثور المسفوح تسقطان على مدخل قصر الفرعون، وتتحولان في ليلة واحدة إلى شجرتين وارفتين. وتهمس إحدى الشجرتين مرة أخرى للزوجة الخائنة، أنها هي باتا وأنه يعلم بخيانتها. وتكرر الزوجة حيلتها مع الفرعون وتطلب إليه تلك المرة أن يأمر بقطع الشجرتين. ولكن، عند قطع الشجرتين، تطير شظية من جذع إحداهما وتستقر داخل جوف الزوجة الخائنة فتصير حبلى بطفل يفرح به الفرعون ويعلنه وريثا لعرشه. وبعد أن يموت الفرعون، يتولى ذلك الابن الملك، ويأمر بجمع كل أمراء ووزراء وقادة مملكته، ويعلن لهم أنه هو باتا نفسه، ويخبرهم بكل ما جرى له، ويحكم على الزوجة الخائنة بالإدانة، ويوافقه الجميع على ذلك. ثم يعيش باتا بعدها مع أخيه الأكبر في سلام وهدوء.
هذه القصة الشيقة هي من أقدم ما وصلنا من نصوص تحكي عن خيانة النساء ومكرهن، وقد أوردتها هنا نقلا عن النص الذي نشرته بالإنجليزية «ميريام ليشتهاير» في الجزء الثاني من كتابها «الأدب المصري القديم». والقصة مكتوبة على بردية محفوظة في المتحف البريطاني الآن، وتعود إلى نهاية الأسرة التاسعة عشرة (حوالي 1305-1195 قبل الميلاد).
فإذا انتقلنا إلى أدب اليونان وروما القديمة، نجد أن هذا الموضوع قد ورد - وإن على نحو سلبي - في إلياذة هوميروس وأوديسته، حين تستسلم هيلين زوجة مينلاوس ملك طروادة، لإغواء باريس ابن ملك إسبرطة وتهرب معه إلى بلاده تاركة زوجها وبلادها وراءها، فتشعل بذلك حربا ضروسا بين طروادة وإسبرطة دامت سنين وانتهت بهزيمة إسبرطة بحيلة الحصان المشهور، وعودة هيلين إلى زوجها. بيد أن تكملة القصة في الأوديسة تقدم لنا الوجه الآخر للنساء، الزوجة الوفية لزوجها ولعهودها وإخلاصها له، ممثلة في «بينولبي» زوجة عوليس الذي غاب عنها عشر سنوات في حرب طروادة وما تلاها من حوادث وقعت له في طريق العودة إلى بلده إيثاكا، بعد أن ظن الجميع أنه قد مات، ويتجمع الرجال على زوجته طالبين منها اختيار واحد منهم زوجا، ولكنها تحتال بحيلة الثوب الذي تنسجه في النهار وتحله في الليل، حتى يعود عوليس أخيرا ويهزم أعداءه ويفوز بزوجته الوفية التي استخدمت ذكاء المرأة ومكرها - تلك المرة - إخلاصا لزوجها وحبها.
وفي الأدب الروماني، نجد أن أوفيد قد حكى الكثير من نوادر النساء وقصص غرامياتهن، خاصة في كتابه «فن الحب». ولأوفيد كتب أخرى عالج فيها العلاقات الغرامية والجنسية، وأسدى فيها النصح للمحبين والمحبات عن طرق التحايل على الأزواج الغيورين!
أما في الأدب العربي، فقد شاعت نوادر الحيل التي تلجأ إليها النساء لتحقيق أغراضهن منذ القدم. وقد استخدمت نواة قصة يوسف وامرأة العزيز، التي وردت أيضا بصور مختلفة في التوراة والقرآن الكريم، لصياغة الكثير من القصص والحكايات التي تتخذ من هذه القصة أساسا لها. وقد ذاعت تلك القصص في الأندلس العربية، وانتقلت بذلك إلى رصيد القصص والرومانسات الأوروبية في بدء ظهور اللغات المحلية المتفرعة من اللاتينية والجرمانية والأنجلوسكسونية. وقد وصلت إلينا عدة طبعات لكتاب يسمى «قصيدة يوسف»
EL POEMA DE YUSUF
تحكي قصة مكر امرأة العزيز، وقد تحدثنا عن ذلك الكتاب في فصل «الجذور الأولى».
وفي تلك الأثناء، كان الكثير من كتب القصص والأمثولات والحكايات الشعبية العربية قد ذاعت في أوروبا وتناقلها الرواة والحكواتية، ثم صدرت مكتوبة بعد ذلك، على النحو المذكور في فصول أخرى من الكتاب.
Bilinmeyen sayfa