Binbir Gece Masalları Üzerine Bir İnceleme
الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
Türler
وتلهم حكايات ألف ليلة وليلة تودوروف تقسيم أنواع الفانتاستيك فيها إلى ما يلي: (1)
عجائبيات المبالغة: مثل الأوصاف التي يقدمها السندباد البحري لسامعيه عما شاهده في رحلاته، كالسمك الذي يبلغ طول الواحدة منه مئات الأمتار، والحيات الضخمة التي يمكنها ابتلاع فيل بسهولة. وهي من قبيل المبالغات في القول، التي لا تصدم السامع بوصفها من التهاويل. (2)
العجائبيات الغريبة: وهي أحداث خارقة للطبيعة، يجري سردها بوصفها أحداثا طبيعية عادية. ولما كان القارئ لا يعرف الأماكن القصية - الخيالية أحيانا - التي تقع فيها تلك الأحداث، فليس هناك ما يحمله على الشك فيما يقرؤه، ومثال ذلك طائر الرخ الذي يصفه السندباد بأنه يغطي وجه الشمس وله ساق بحجم جذع شجرة هائلة الحجم. وبالطبع، لا يوجد مثل ذلك الطائر في نطاق علوم الحيوان، بيد أن من يستمعون إلى السندباد وهو يحكي عليهم ما حدث له في رحلاته، لا يشكون لحظة في وجود مثل تلك الخوارق التي يقصها، بل أن أنطوان جالان - أول مترجم لألف ليلة وليلة - يعلق على أحداث طائر الرخ بأن ماركو بولو في كتاب رحلاته والأب مارتيني في كتابه «تاريخ الصين»، يتحدثان عن ذلك الطائر بوصفه طائرا حقيقيا وموجودا بالفعل! (3)
العجائبي الفعال: وهي القصص والأحداث التي تتضمن أدوات أو مخترعات ذات فائدة عملية لشخصيات الحكاية، وهي بهذا محتملة الوجود. ومن أمثلة ذلك ما ورد في حكاية الأمير أحمد عن البساط السحري والمنظار الراصد والتفاحة التي تشفي الأمراض. ويندرج تحت هذه الفئة أيضا الحصان الأبنوسي وطاقية الإخفاء وغيرهما. وقد تطور هذا النوع بعد ذلك إلى ما أصبح يعرف بالعجائبية العلمية، وهي قصص وروايات الخيال العلمي.
وقد تأثرت الآداب الأوروبية بالخوارق والعجائب من قبل القصص الشرقية والعربية، بيد أن ظهور ألف ليلة وليلة في أوائل القرن الثامن عشر، أنتج بعدها نمطا مماثلا لما ورد في حكاياتها من الأحداث فوق الواقعية، مثل روايتي «مخطوط سرقسطة» و«الواثق» اللتين نتحدث عنهما في فصول أخرى. ويبقى أن نذكر هنا جاك كازوت (1719-1792م) وروايته التي سبقت الإشارة إليها «غراميات الشيطان» والتي جاءت بإلهام مباشر من قصص العجائب والجان في ألف ليلة وليلة. فمؤلفها شارك في وضع وتحرير كتاب «تكملة حكايات ألف ليلة وليلة» مع أحد العرب المقيمين في فرنسا واسمه «ديونيسيوس شاوي»، المعروف باسمه الفرنسي
DOM CHAVIS ، والذي كان لديه مخطوط عربي به قصص أخرى عربية، فكان يقدمها لكازوت في ترجمة بدائية، فيصوغها كازوت في أسلوب قصصي منمق وفرنسية سليمة. ويقول المحقق محسن مهدي عن شاويش «وذلك لأن شاويش كان قليل البضاعة في اللغة العربية وفي تاريخ الحضارة العربية، وكان قد وضع بين يدي كازوت أصلا، قال الذين أرخوا لحياة كازوت إنه كان ترجمة حرفية غير مفهومة وبلغة ضعيفة امتزجت فيها الإيطالية والفرنسية. ولا نعرف الكثير عن حياة هذا الكاهن الذي كان أول من نشر الخرافات عن أصول كتاب ألف ليلة وليلة في أوروبا.»
ورواية «غراميات الشيطان» (1772م) تقع - كعادة القصص ذات الإلهامات العربية - في إسبانيا، وتحكي عن «ألفارو» الذي يتعاطى العلوم الخفية فيستحضر الشيطان الذي يظهر له على هيئة حيوان جملي ويقول له العبارة السحرية:
CHE VUOI? (ماذا تطلب؟) وهي المقابل للعبارة الألف ليلية «شبيك لبيك عبدك ما بين يديك.» ويطلب منه ألفارو كالعادة أيضا أن يهيئ لضيوفه أطيب الأطعمة والمشروبات، بعد أن يتحول إلى هيئة وصيف وسيم مهندم يقوم على خدمتهم. وتتتابع طلبات السيد المطاع، فيأمر بأشهر المغنيات، والخدم، والعربات، بينما أصدقاؤه في دهشة من كل هذا النعيم الذي هبط عليه. وبعد ذلك ينقلب الوصيف إلى فتاة تعترف لألفارو بحبها له، وأنها من الحوريات التي تحت إمرة الشياطين، ولكنها تضحي بوضعها من أجل هذا العشق. ولكن ألفارو يرفض ذلك، ويكتفي بأن تكون وصيفه ، الذي يسميه تارة بيوندتو وتارة بيوندتا، حيث إنه كان يتقلب بين كونه وصيفا بينما هو امرأة. وتصحبه الحورية إلى فينيسيا هربا من تهمة ممارسة السحر، وهناك ينغمس ألفارو في اللهو والمقامرة والنساء. وتكتشف إحدى عشيقات ألفارو أن وصيفه إنما هو فتاة فتغار منها وتحاول قتلها. وتنجو بيوندتا بصعوبة، ويتحول قلب ألفارو إلى حبها في فترة مرضها، ويطلب منها أن تعطيه ما وعدته من سلطة وقوة ومعرفة، فتطلب منه أولا أن يهبها نفسه وحبه بلا حدود. ولكن ألفارو يتحير في أمره، ولا يعرف حقيقة حبيبته، أهي بشر أم الشيطان متجسدا.
والقصة تعيد إلى الأذهان كلا من قصة فاوست، والكثير من حكايات ألف ليلة وليلة، خاصة الحكايات التي يعشق فيها الجان بني الإنسان. وثمة فقرة تكاد تكون منقولة من قصة النائم اليقظان، حين لا يدري ألفارو أهو في واقع أو خيال، ويتردد بين كونه يحلم وبين أنه يعايش ما يحدث حقيقة: «كيف يمكنني أن أفسر مغامرتي؟ إن الأمر يبدو كله حلما من الأحلام، ولكن .. ما الحياة الإنسانية غير هذا؟ إني أحلم بصورة أغزر وأبهى من البشر الآخرين، هذا كل ما في الأمر.»
ويتقلب ألفارو وبيوندتا في أحداث متعددة تنتهي بعودة الأخيرة إلى حالتها الشيطانية بعد أن تغوي ألفارو، الذي يعود بعد ذلك بدوره إلى حياته الطبيعية بعد لقائه مع أمه في إسبانيا.
Bilinmeyen sayfa