Binbir Gece Masalları Üzerine Bir İnceleme
الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
Türler
كسيد الغضا نبهته المتورد
وتقصير يوم الدجن والدجن معجب
ببهكنة تحت الخباء المعمد
ويعلق بأنها تؤكد التلازم بين الطعام (الشراب) والجنس (البهكنة)، مع دلالات القوة الجسدية، والتعلق بالمرأة الممتلئة الجسم، بما يرمز إليه ذلك من حب الطعام، وبما يجعلها كذلك «شهية للأكل»!
ويعود الباحث إلى ألف ليلة وليلة، مبينا أن ثمة مشاهد فجة من العلاقة بين الجنس والطعام في بعض حكاياتها، ولكن «... كثير من مشاهد ألف ليلة وليلة تؤدي فيها دلالات الاقتران بين الطعام والجنس معاني الحب الذي يعلو على معنى الغريزة البهيمي ويدخل بنا في أفق روض ماطر من حضور الرغبة ...» وقد أنهى الدكتور عصفور مقاله بتركيز كامل على ألف ليلة وليلة، فيذكر أن الكتاب يعلي في بعض مشاهده من وضع المرأة وصفتها، وأن شهرزاد قد «قرأت ودرست معارف الأولين والآخرين، وهي صفات تنقلها من باب وعاء تفريغ الشهوة إلى وعاء الحكمة .. استطاعت شهرزاد ترويض الجانب الحيواني من شهريار، ساعية إلى تغليب الجانب الإنساني في حضوره، فاستبدلت فيه بالحيوان الفحل، الذي لا عقل له، الإنسان المناضل في مغزى الحكايات المتكررة ، والمتنوعة، والمراوغة، والتعليمية في الوقت نفسه. وليلة بعد أخرى، تتسرب الدلالات إلى صورته الإنسية، ويتحول الفحل الحيواني إلى عقل يستبدل بنهم الغريزة الصرف، نهم المعرفة التي تكمل المعنوي بالحسي، وتمزج الجسدي بالروحي، فيرتقي الوعي، ويبتعد الموت المشرع في سيف السياف، ويقهر الحب - في الحكايات - الموت الذي جاءت به الخيانة.»
وقد ظهرت أدلة ما ذكره الدكتور عصفور في كثير من حكايات ألف ليلة وليلة، غير قصة الحمال والبنات الثلاث، ربما أبرزها ما جاء في حكاية «جلنار البحرية وبدر باسم». ذلك أن الملك بدرا يسيح في الأرض بعد رفض الملك السمندل زواجه من ابنته جوهرة، فيصل إلى بلد كل أهله من السحرة، ومنهم الملكة لاب التي تهيم غراما ببدر باسم وتعتزم إغواءه. وبالفعل تدعوه إلى قصرها، وعندها تستعين بالطعام والشراب والموسيقى والعطور في جذب قلب وحس بدر إليها: «فجلست الملكة في شباك يشرف على البستان وهي على سرير من العاج وفوق السرير فرش عال، وجلس الملك بدر باسم إلى جانبها فقبلته وضمته إلى صدرها ثم أمرت الجواري بإحضار مائدة. فحضرت مائدة من الذهب الأحمر مرصعة بالدر والجوهر وفيها من سائر الأطعمة، فأكلا حتى اكتفيا وغسلا أيديهما. ثم أحضرت الجواري أواني الذهب والفضة والبلور وأحضرت أيضا جميع أجناس الأزهار وأطباق النقل. ثم إنها أمرت بإحضار مغنيات، فحضر عشر جوار كأنهن الأقمار وبأيديهن سائر آلات الملاهي. ثم إن الملكة ملأت قدحا وشربته وملأت آخر وناولته الملك بدر باسم فأخذه وشربه، ولم يزالا كذلك يشربان حتى اكتفيا. ثم أمرت الجواري أن يغنين، فغنين بسائر الألحان وتخيل الملك بدر باسم أنه يرقص به القصر طربا، فطاش عقله وانشرح صدره ونسي الغربة وقال: إن هذه الملكة شابة مليحة ما بقيت أروح من عندها أبدا لأن ملكها أوسع من ملكي وهي أحسن من الملكة جوهرة. ولم يزل يشرب معها إلى أن أمسى المساء وأوقدت القناديل والشموع وأطلقوا البخور، ولم يزالا يشربان إلى أن سكرا والمغنيات يغنين. فلما سكرت الملكة لاب، قامت من موضعها ونامت على سرير وأمرت الجواري بالانصراف، ثم أمرت الملك بدر باسم بالنوم إلى جانبها، فنام معها في أطيب عيش إلى أن أصبح الصباح.» (1) لمحة عن تاريخ الإيروسية العربية
في كتاب للأديب الأردني الكبير عيسى الناعوري عن ذكرياته في إيطاليا وعن الأدب الإيطالي الذي ترجم منه الكثير إلى اللغة العربية، يذكر أنه تعرف إلى الروائي الإيطالي المشهور ألبرتو مورافيا، وناقشه في أعماله، وذكر من ضمنها أن روايات مورافيا يصعب نقلها إلى العربية بصورتها الكاملة لما تحويه من أدب مكشوف. وقد أبدى مورافيا دهشته من ذلك ورد على الناعوري بقوله: إن العرب هم أصحاب ألف ليلة وليلة، وأنه تلميذ في مدرستها، ومهما كتب لا يقارن بما فيها من جنس مكشوف!
ولقد عرفت اللغة العربية التعابير الإيروسية منذ القدم، في الأشعار وغيرها من أشكال التعبير الأدبي والفني. ومن ناحية القصص، لم تكن ألف ليلة وليلة هي الكتاب العربي القصصي الوحيد الذي احتوى على حكايات وألفاظ جنسية، فهناك مثلا كتاب «الحكايات العجيبة والأخبار الغريبة» الذي وضع حوالي القرن العاشر الميلادي. وقد حقق المستشرق الألماني «هانز فير» هذا الكتاب وصدر بالعربية. وهو يحتوي على قصص شبيهة بقصص ألف ليلة وإن لم ينل شهرتها.
والتعبير الإيروسي والجنسي، على وجه العموم، قديم قدم وجود الإنسان على الأرض. فثمة رسوم بدائية تم العثور عليها منذ أقدم العصور تصور العلاقات الجنسية. وفي الحضارة الفرعونية الكثير من تلك الرسوم والتماثيل، وإن كانت لا تعرض على عامة الجمهور. كذلك عرف الأدب المصري القديم قصصا وأساطير بها وصف الجنس، وإن كان مغلفا بالتوريات أحيانا، كما في قصة الأخوين والزوجة الخائنة. وقس على ذلك كل الحضارات التي تلت مصر القديمة؛ يونانية ورومانية وعربية وأوروبية ... إلخ.
وبالنسبة إلى اللغة العربية، نعود إلى أقدم النصوص التي بين أيدينا اليوم، فنجد في معلقة امرئ القيس (ت عام 80 قبل الهجرة/565 ميلادية) صورا إيروسية خالصة، رائعة في تصويرها، مثل الأبيات التالية:
Bilinmeyen sayfa