Binbir Gece Masalları Üzerine Bir İnceleme
الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
Türler
حكاية اللص والتاجر (من نسخة ريتشارد بيرتون، الجزء الخامس)
أعد «علي كوجيا» كل ما يحتاج إليه في السفر، ولم يبق عليه إلا أن يتصرف في ألف دينار من الذهب فاضت عن حاجة سفره. وتحير علي كوجيا فلم يعرف أين يضعها حتى لا يسرقها أحد من اللصوص في غيابه. ثم افتكر فكرة جميلة، وهي أن يضعها أمانة عند صديق له من التجار اسمه التاجر حسن. فأحضر علي كوجيا جرة كبيرة من الفخار وضع فيها ذلك المال، ولما فرغ من وضعه، أكملها بحبات من زيتون، ثم سد الجرة وحملها إلى صديقه التاجر حسن طالبا منه أن يحفظها لديه حتى يعود من أداء فريضة الحج. فيوافق التاجر حسن على ذلك، ويعطي علي كوجيا مفتاح مخزنه قائلا: ها هو المفتاح؛ فاذهب إلى المخزن وضع الجرة في أي مكان يعجبك، ولن يمسها أحد حتى تعود من سفرك وتأخذها من المكان الذي وضعتها فيه.
حكاية علي كوجيا (عن «قصص من ألف ليلة» لكامل كيلاني) ... وانطلق الأمراء الثلاثة ينشدون سلطان السلاطين الذي كان أحد التابعين لأبيهم، كيما يحكم بينهم في خصومتهم. وفي وسط الطريق، مروا بأحد المروج الواسعة المليئة بالخضرة والمياه، فجلسوا هناك فترة التماسا للراحة ولتناول طعامهم. وبينما هم جالسون على العشب، صاح أحدهم: «وايم الله، لقد مر من هنا لتوه جمل يحمل بضاعة نصفها حلو ونصفها مر.» فقال الثاني: «وهذا الجمل لا بد أنه أعور لا يبصر بإحدى عينيه.» وقال الثالث: «وهذا الجمل أزعر قد فقد ذيله.»
حكاية أمير اليمن وأبناؤه الثلاثة (عن نسخة ريتشارد بيرتون، الجزء الخامس عشر) •••
تعرض المقتبسات الواردة أعلاه من حكايات ألف ليلة وليلة نماذج لما يدعى اليوم الرواية أو القصة البوليسية
DETECTIVE STORY . ففي القصة الأولى، التفاحات الثلاث، نجد نفسنا أمام الصفة الغالبة في القصة البوليسية كما وجدت منذ منتصف القرن التاسع عشر، وهي صفة الشكل الذي يتخذالزمن المعكوس
INVERTED CHRONOLOGY . فالقصة البوليسية عادة تبدأ باكتشاف جريمة قتل بشعة، يتبعها تشكيل تدريجي للأحداث التي سبقت وقوع الجريمة، كيما يستبين كيفية حدوثها ومن وراءها. وقصة التفاحات الثلاث تبدو وكأنها قصة بوليسية كتبت في عصرنا الراهن. فالقصة تبدأ باكتشاف جريمة قتل، ويكلف الخليفة هارون الرشيد وزيره جعفرا بالبحث عن القاتل. غير أنه لا يمكن مقارنة الوزير بمفتشي الشرطة والمخبرين الخصوصيين الذين اشتهروا بحل ألغاز الجرائم، كشرلوك هولمز أو هركيول بوارو، فالوزير لا يفعل أي شيء ويتهيأ لتقبل عقاب الخليفة له لفشله فيما كلفه به. وحين يهم الخليفة بإنزال عقابه بجعفر، يتقدم أحد الشبان ليعترف بأنه هو الذي قتل الفتاة. وحين يهم جعفر بالقبض على الشاب، يتقدم شيخ إليهما ويقول إنه هو الذي قتل الفتاة وليس الشاب. ويعرض الوزير الأمر على الخليفة، فيقص الشاب على الجميع القصة كاملة: فهو زوج الفتاة المقتولة، وهي ابنة عمه، والشيخ هو أبو الصبية وعم الشاب. وكان الشاب يعيش في وفاق مع زوجته وأنجب منها ثلاثة أبناء ذكور. وتمرض الزوجة يوما مرضا شديدا، وخلال معاناتها من حمى المرض، تمنت على زوجها أن يحضر لها تفاحة تهفو نفسها إلى أكلها، وكان الموسم غير موسم التفاح، فلم يجد الشاب تلك الفاكهة إلا في بستان أمير المؤمنين بالبصرة عند خولي يدخرها للخليفة. فسافر الشاب إلى هناك وجلب لزوجته ثلاث تفاحات اشتراها من خولي البستان بثمن غال. ولما عاد كانت الزوجة في شدة معاناة المرض، فلم تأكل أيا منها. ولما تعافت الزوجة، خرج الزوج إلى دكانه لمباشرة تجارته. وإذا به يرى عبدا أسود يمر أمامه وفي يده تفاحة، فسأله من أين حصل عليها فيجيبه العبد أنه أخذها من حبيبته التي كان عندها ثلاث تفاحات والتي ذكرت له أن زوجها الديوث قد سافر إلى البصرة من أجل إحضارها لها وأنه اشترى كل تفاحة بدينار كامل. فلما سمع الزوج كلام العبد اسودت الدنيا في وجهه وأيقن بخيانة زوجته له مع ذلك العبد. وجرى إلى البيت فلم يجد عند الزوجة سوى تفاحتين فقط، وقالت له: لا أعرف أين ذهبت التفاحة الثالثة . فتحقق الزوج من صحة كلام العبد الأسود، فقتل زوجته وقطع جسدها ووضعها في صندوق حمله على بغلته ورماه في نهر دجلة. وحين عاد إلى بيته وجد ابنه الكبير يبكي مع أنه لم يعلم بمقتل أمه، فلما سأله الأب عن سبب بكائه، رد بأنه أخذ تفاحة من تفاحات أمه الثلاث ونزل بها إلى الحارة ليلعب مع إخوانه، وإذا بعبد أسود يخطفها منه ويقول له من أين حصلت على هذه التفاحة، فرد الابن أن أباه قد سافر إلى البصرة وجاء من هناك بثلاث تفاحات ثمنها ثلاثة دنانير من أجل أمي المريضة، فضربه العبد وأخذ التفاحة ومضى بها، وكان الابن يبكي خوفا من غضب أمه لو علمت بسرقة التفاحة. ولما سمع الأب كلام ابنه، تبين له أن العبد قد افترى على زوجته كذبا، وأنه قد تسرع بقتل زوجته ظلما دون تحقق أو ترو، فجلس يبكي على ما اقترفت يداه. ولما حضر عمه الشيخ أبو زوجته، أخبره بما كان، وبكيا سويا. وفي نهاية قصته، يطلب الزوج من الخليفة أن يعجل بقتله قصاصا على ما فعله ظلما بزوجته.
ويقرر الخليفة أن العبد هو المسئول عن الجريمة، ويأمر جعفرا بالبحث عنه والقبض عليه. ولكن الوزير، مجددا، لا يقوم بما يجب أن يقوم به المحقق في القصص البوليسية، بل لا يقوم بأي شيء، ربما لأن الأمر كان يجب أن يذهب إلى رئيس الشرطة وليس إلى الوزير الأول، وهو قد جاء ذكره في القصة فحسب بوصفه من الشخصيات المشهورة التي ارتبطت بهارون الرشيد قبل غضبته عليه وفتكه به وبعشيرته. ويتوصل الوزير جعفر إلى المجرم المطلوب بمحض الصدفة، إذ كان يودع ابنته الصغيرة قبل التوجه إلى الخليفة ليلقى عقابه على فشله في العثور على العبد، حين يرى في يدها تفاحة تقول له إن عبدهم «ريحان» باعها لها منذ أربعة أيام بدينارين. فلما سمع جعفر ذلك عرف أن عبده ريحان هي المذنب المطلوب، فأحضره. وعندها يقوم بدور المحقق آخر الأمر، ويحمل ريحانا على أن يعترف بكل ما قام به من خطف التفاحة من ابن التاجر بعد أن قص عليه قصته.
وفي نهاية هذه القصة يتبدى ملمح هام من ملامح الرواية البوليسية الحديثة، وهو أن المجرم الحقيقي غالبا ما يكون من أقرب الأشخاص إلى محققي الجريمة وإن كان لا يكشف عن ذلك إلا في النهاية، مما يزيد من عناصر الغموض والتشويق لدى القارئ.
وفي الحكاية الثانية، اللص والتاجر، يحافظ الراوي على الترتيب الزمني للجريمة. فنحن نرى اللص يسرق بالات من القماش من أحد المحلات منتحلا شخصية التاجر صاحب المحل، موهما حارس السوق بذلك، ومستعينا بصاحب جمل يحمل عليه البضاعة المسروقة. وبعدها نرى صاحب المحل الحقيقي يدخل دكانه في اليوم التالي فيلاحظ ما حدث من السرقة على الفور، فيعمد إلى التحرك سريعا ببراعة فائقة. وهو يقوم بدور المحقق في القصص الحديثة، إذ يستجوب - واحدا وراء آخر - كل شخص كانت له علاقة بنقل البالات: حارس البازار، الذي يحكي له ما حدث في الليلة الماضية، فيطلب إليه أن يحضر له صاحب الجمال ويستجوبه بنفسه عن الجهة التي طلب منه اللص الذهاب إليها مع البضائع. ويقوده صاحب الجمال إلى أحد المراكبية الذين حملوا البضاعة للص، فيستجوبه التاجر أيضا، فيقرر أنه حمل البضاعة إلى سائق جمال آخر دله على مكانه. فيذهب صاحب المحل في طلبه، ويستجوبه كأي محقق بارع، في تتبع مسار جسم الجريمة وهي المسروقات. ويدله صاحب الجمل إلى المكان الذي قاد إليه اللص والبضائع، في أحد الخانات. وهناك يجد صاحب المحل مكانا مملوكا للص، ولما يفتحه بمعرفته، يجد البالات الأربع المسروقة منه فيه، فيستردها من اللص ويعود بها إلى محله. أما أفضل معلومة مثيرة في الحكاية كلها فهي اكتشاف القارئ أن هذا التاجر نفسه إن هو إلا لص تائب، وهذا هو ما مكنه من معرفة أساليب اللصوص وحيلهم، وأتاح له في النهاية معرفة السارق واسترداد بضائعه المسروقة.
Bilinmeyen sayfa