أخبرت السيدة العجوز الملك بشأن حب ابنها لابنته، ورغبته في الزواج منها. ضحك الملك بصوت مرتفع مما سمعه، وسأل السيدة عما جلبته له.
لكن عندما رأى الملك ما كانت تحمله، اندهش للغاية، وأذهلته الأحجار الكريمة الثمينة والبراقة، وقال: «أقسم بأنه ما من أحد أحق بابنتي ممن أهداني هذه الجواهر.»
وعد الملك أم علاء الدين أن ابنته ستتزوج ابنها في غضون ثلاثة أشهر. وبعد مرور هذه الأشهر الثلاثة، وصل علاء الدين إلى القصر على رأس موكب مهيب يضم جنودا طوال القامة يمتطون خيولا سوداء، وفتيات حسناوات يحملن أطباقا من الذهب الخالص مكدسة بالجواهر.
رحب الملك بالصبي، وأجلسه عن يمينه. كانت هناك موائد طويلة زاخرة بكميات هائلة من الطعام. فأكل الجميع بابتهاج، وأجريت مراسم الزواج لتصبح ابنة الملك زوجة علاء الدين.
أما في أفريقيا فقد سمع الساحر بهروب علاء الدين، وتعجب من الأمور التي فعلها. فعاد إلى الصين، ورأى القصر الذي بناه علاء الدين لعروسه بجدرانه الجميلة المكسوة بالقرميد، وسجاجيده المنسوجة من الذهب. علم الساحر أن كل هذه الثروة العظيمة سببها المصباح، وأقسم بأن يعثر عليه.
ذهب الساحر إلى السوق، واشترى بعض المصابيح، ثم أخذها، وجاب الشوارع وهو يصيح: «مصابيح! مصابيح! من يقايض مصباحا قديما بواحد من هذه المصابيح الجديدة؟»
ظن الناس في المدينة أنه مجنون، وسارع الكثيرون إلى مقايضة أحد مصابيحهم القديمة بواحد من مصابيحه الجديدة. وحرص الساحر على المرور بقصر علاء الدين، وصاح بصوت مرتفع: «مصابيح! مصابيح! من يقايض مصباحا قديما بواحد من هذه المصابيح الجديدة؟»
سمعت إحدى خادمات القصر نداء الساحر، وتذكرت أنها رأت مصباحا قديما كان علاء الدين يحتفظ به على أحد الأرفف في غرفة نومه. فذهبت لإحضاره، وقايضته مع الغريب، وهي تفكر في مدى حكمتها ومدى سذاجة الرجل العجوز.
وابتهج الساحر عندما رأى المصباح بين يديه، وفر من المدينة حتى وصل إلى الصحراء المحيطة بها بعد أن تأكد أنه ما من أحد يتبعه. ثم فرك المصباح، فظهر الجني المهيب، وقال: «شبيك لبيك، أنا عبد من يحمل هذا المصباح بين يديه.»
كان الساحر سعيدا للغاية، وطلب من الجني أن يسلب القصر من علاء الدين وينقله إلى أفريقيا.
Bilinmeyen sayfa