اقتربت السفينة، وسبحت إليها فارا من هذه الجزيرة المرعبة. وعدت إلى وطني حاملا من ثروتي ما تمكنت من الاحتفاظ به. وكلما أفكر في ذلك المكان، أكاد أفقد الوعي من شدة الفزع. •••
اندهش سندباد الحمال من هذه القصة، وشكر مضيفه ، وتأهب للرحيل. ودعاه سندباد البحار للعودة في اليوم التالي ومشاركته العشاء مرة أخرى. •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة مدهشة يا أختاه!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارن بما سأرويه لكما غدا إذا تركني الملك على قيد الحياة.»
الليلة السابعة والعشرون
في الليلة التالية، وشهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاء يا أختاه، اروي لنا إحدى قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن بقية قصة سندباد.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» •••
بلغني - أيها الملك السعيد - أن سندباد الحمال عاد إلى المنزل في اليوم التالي. ومرة أخرى، فتحت البوابات، ووجد أناسا يأكلون ويرقصون داخل المنزل الجميل. استقبله سندباد البحار بالترحاب، وطلب منه الجلوس، وأعطاه الطعام والشراب، ثم تابع البحار رواية مغامراته والأهوال العديدة التي واجهته. •••
بالرغم من قولي إنني لن أغادر موطني ثانية أبدا، خرجت للمرة الخامسة في رحلة بحرية على متن سفينة ضخمة مليئة بالبضائع للمتاجرة فيها.
وبعد الإبحار بضعة أيام، رأيت أنا وطاقمي قبة ضخمة بيضاء اللون على جزيرة، فأبحرنا نحوها ورسونا بجانب الشاطئ. كانت بيضة، كسرناها بالحجارة لنفتحها ونرى ما بداخلها. وما إن فتحناها حتى أظلمت السماء. فقد حلق طائر ضخم فوقنا، وحجبت أجنحته الكبيرة ضوء الشمس عنا. وأدركنا أنها بالتأكيد الأم، لذلك أسرعنا عائدين إلى السفينة، وانطلقنا في البحر. لكن الأم ألقت صخورا عملاقة علينا، وهشمت سفينتنا. فأمسكت بلوح من الخشب جيدا، وقذفتني المياه إلى شاطئ جزيرة جميلة.
استكشفت الجزيرة آملا في العثور على بعض الطعام، وعندها صادفت رجلا عجوزا جالسا بجانب جدول مائي. طلب مني أن أحمله وأعبر به إلى الجانب الآخر، ووافقت على فعل ذلك. فصعد على كتفي وثبت ساقيه حول عنقي. وتمسك بي جيدا حتى كدت أختنق، ولم أستطع إبعاده عني.
أجبرني الرجل العجوز على حمله في أرجاء الجزيرة طوال الليل والنهار، ونادرا ما كنت أستريح. وفي أحد الأيام، عثرنا على بعض العنب، الأمر الذي أسعد الرجل العجوز للغاية. أخبرته أن بإمكاني تحويل العنب إلى شراب له، وابتهج لهذه الفكرة.
Bilinmeyen sayfa