أبحرنا إلى جزيرة التقينا فيها بسفن أخرى لرجال يتاجرون في بضائع. شعر أحد القباطنة بالأسى لحالي، وعرض علي بضائع تاجر مفقود يدعى سندباد. وعجبت لهذه الأخبار، وكشفت للرجال عن هويتي، وأخبرتهم أن هذه سفينتي.
وأبحرت متنقلا من جزيرة إلى أخرى، أبيع ما تبقى من البضائع. وشاهدت العديد من الأمور المذهلة في الطريق، بما في ذلك سمكة على شكل بقرة، وطائر يفقس من صدفة. وفي النهاية، عدت إلى موطني، وأقمت وليمة ضخمة لأنسى مشاقي. وقطعت عهدا على نفسي ألا أذهب في رحلة بحرية ثانية أبدا. •••
اندهش سندباد الحمال من هذه القصة، وشكر مضيفه، وتأهب للرحيل. ودعاه سندباد البحار للعودة في اليوم التالي، والانضمام إليه على العشاء مرة أخرى. •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة مدهشة يا أختاه!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارن بما سأرويه لكما غدا إذا تركني الملك على قيد الحياة.»
الليلة السادسة والعشرون
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاء يا أختاه، اروي لنا إحدى قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن بقية قصة سندباد.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!» •••
بلغني - أيها الملك السعيد - أن الحمال عاد إلى المنزل في اليوم التالي. ومرة أخرى فتحت البوابات، ووجد عددا من الناس يأكلون ويرقصون داخل المنزل الجميل. استقبله سندباد البحار بالترحاب، وطلب منه الجلوس، ومنحه الطعام والشراب، ثم تابع البحار رواية مغامراته والأهوال العديدة التي واجهها. •••
نعمت بالاستقرار في بلدي والسعادة تغمرني، وعشت هناك سنوات عدة. لكن في أحد الأيام، سمعت بعض التجار يناقشون خططهم للقيام برحلة بحرية. وقررت أن أبحر معهم. وظللنا في البحر بضعة أيام فقط ثم ألقت بنا جميعا عاصفة قوية من فوق المركب، وقذفتنا الأمواج إلى جزيرة صغيرة.
وعندما نظرنا إلى أعلى، رأينا عددا من الرجال يتجهون ناحيتنا. فحملونا إلى منزل كبير، وأخذونا إلى ملكهم. ووضعت وليمة أمامنا، وبدأنا في الأكل. لكن بدا الطعام غريبا، ولاحظت أن الملك لم يأكل منه. لذلك تظاهرت فقط أنني آكل، بالرغم من أن رفاقي كانوا يأكلون بشراهة. وبعد فترة قصيرة، بدءوا يتصرفون بغرابة ويتفوهون بكلام لا معنى له. ونمت هذه الليلة وأنا لا أزال جائعا.
كان الملك ينصب كل يوم الموائد المليئة بالأطعمة الغريبة، وأتظاهر كل يوم أنني آكل. وأخذت في النحول أكثر فأكثر، في حين أخذ أصدقائي في الامتلاء والتصرف بحماقة متزايدة. وعندما رأيت ذلك، بدأت أفكر في أن الملك كان يسمننا ليأكلنا. وفزعت حتى إنني هجرت أصدقائي، وهربت واختبأت في الغابة عدة أيام جائعا ومتعبا. فتناولت الحشائش حتى أظل على قيد الحياة، وأخيرا وصلت إلى شاطئ الجزيرة البعيد، وهناك رأيت سفينة ولوحت لها.
Bilinmeyen sayfa