Albert Camus: Felsefi Düşüncesini İnceleme Denemesi
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
Türler
ما من ثورة إلا وهي ثورة سياسية تهدف إلى نظام جديد للحكم ، وفي هذا تختلف عن التمرد اختلافا أساسيا؛ فبينما التمرد حركة تصدر عن تجربة الفرد وتؤدي إلى الفكرة، نجد الثورة تبدأ من الفكرة وتحاول أن تدخلها في التجربة التاريخية وأن تشكل الفعل بما يتفق مع هذه الفكرة حتى تخلق عالما جديدا تضعه في إطارها النظري؛ أي إن التمرد يظل احتجاجا لا يدخل في مذهب ولا يعرف عقيدة ولا يتذرع بمبدأ، ولا يحكمه الترابط المنطقي.
40 (3)
المتمرد لا يريد في الأصل سوى أن يكتسب وجوده ويؤكده أمام الله،
41
حتى إذا قامت الثورة التاريخية - ابتداء من الثورة الفرنسية إلى الثورة الشيوعية الروسية - نسي الأصل، وفقد الصلة التي كانت تربط به، وراح يسعى جاهدا إلى إقامة المملكة العالمية، وبسط السلطة الشاملة على طريق دام يزدحم بجرائم القتل التي لا حصر لها. (4)
يكافح التمرد في سعيه إلى «الوحدة السعيدة» ضد الشر والموت، محاولا تحقيق عدالة ملائمة وحرية ممكنة. أما الثورة التاريخية التي بلغت ذروتها في القرن العشرين فهي تطالب بالشمول، وتهدف إلى بلوغ مملكة عالمية، تتحقق فيها العدالة المستحيلة والحرية التي لا تعرف حدا،
42
وتكون هي تاج التاريخ وغايته الأخيرة. والسعي إلى الوحدة يحاول أن يصالح بين اللامعقول والمعقول وأن يجمعهما على صعيد واحد، والمطالبة بالشمول تطمس اللامعقول إذ تعتقد أن المعقول وحده يكفيها لكي تغزو العالم.
43
ولكن هل يمكن للطريق الموصل إلى الوحدة أن يمر أولا بالشمول؟ وهل كان بحث التمرد الميتافيزيقي والثورة التاريخية - وهي النتيجة المنطقية التي ترتبت عليه - عن الوحدة بحثا يتفق مع روح التمرد؟
Bilinmeyen sayfa