Albert Camus: Felsefi Düşüncesini İnceleme Denemesi
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
Türler
وإخفاق المعرفة العملية والمعرفة الذاتية جميعا في الكشف عن هذا المبدأ الواحد الذي أبحث عنه وهدايتي إلى معنى الحياة الذي أفتش عنه فلا أجده. وبالجملة فإن العالم يقاوم شوقنا إلى «العقلية»، وعقلنا بدوره مغرور ومحدود، لا يملك أن يحيل كثافة العالم إلى شفافية، ولا يقدر أن ينفذ إلى سره، ومعناه. الموت، والقرف من الإيقاع الرتيب الذي تسير عليه حياتنا اليومية الآلية، والغرابة التي نحس بها تجاه أنفسنا وتجاه عالم لا يبالي بنا، والتعدد الذي نقابله في الحقائق والموجودات فلا نستطيع أن نردها إلى مبدأ موحد بسيط، واستحالة التعرف على الواقع، بل استحالة المعرفة على وجه الإطلاق؛ تلك هي أهم لحظات تجربة المحال. إن تجربة المحال هذه تلخص مضمون تجربة كامي بأكملها؛ فهنالك من ناحية موضوع التجربة، ونعني به العالم الآلي الغريب اللامعقول، وهنالك من ناحية أخرى الوعي الذي يحس بهذا التجربة. والذي يملك بفعل الوعي نفسه أن يتجرد من موضوع التجربة.
وإذا كان المحال بوجه عام هو كل ما أشرنا إليه من عناصر التجربة، فهو بوجه أعم كل ما يخلو من المعنى؛ فالعالم محال، وأنا نفسي أيضا. أما بالمعنى الضيق فلا العالم هو المحال ولا أنا نفسي، بل المحال في العلاقة القائمة بين العالم والإنسان، والتي تربطني بالعالم وتربط العالم بي. هذه العلاقة في جوهرها «مواجهة» وتقابل بين الوعي وبين جدران المحال التي تحيط به من كل جانب.
إن المحال (باعتباره معطى أوليا مباشرا وفي الوقت نفسه الوعي الباهر الذي يحس به) يكشف قبل كل شيء عن الشقاق المحتدم بين شوق الإنسان إلى الوحدة وبين ثنائية العقل والطبيعة التي لا ترد ولا تقهر، كما يكشف عن الصراع القائم بين حنين الإنسان إلى الأبدي والمطلق وبين طبيعته الفانية المتناهية. إن المحال ماثل في هذه «الصدمة»
22
التي يحسها الوعي حين يتكشف له بطلان مسعاه إلى الوحدة وزيف اشتياقه للفهم والعقلانية. المحال إذن في هذا التمزق والصراع، في هذا الشقاق القائم بين الإنسان الذي يحاول أن يفهم، والعالم الذي يصمت فلا يجيب، فلا هو في هذا العنصر ولا في العنصر الآخر وحده، بل في الصراع الذي ينشأ عند مواجهة أحدهما بالآخر. إن المحال علاقة ديالكتيكية، تقوم على التقابل بين الوعي وبين اللامعقول، ونستطيع أن نسميها باسم الشقاق أو الطلاق.
23 (ج) نماذج المحال
كيف يتأتى لسيزيف أن ينتزع قيما جديدة من عالم سلب من كل قيمة ومعنى، بل يصر هو نفسه على أن ينكر عليه كل قيمة ومعنى؟
لا بد للإجابة على هذا السؤال من الإشارة إلى أمرين يلعبان دورا هاما في تفكير كامي .
أما أولهما فهو اعتقاده في زمانية الموجود، باعتبار أنه موجود في الحاضر وحده، في اللحظة العابرة الفانية. وأما ثانيهما فهو تنوع التجارب المباشرة، التي لا يملك من شيء سواها. كلا الأمرين يكمل بعضه بعضا، وكلا التصورين لا ينفصل أحدهما عن الآخر؛ فالحاضر وحده هو موضوع التجربة المباشرة، والتجربة المباشرة تتم في الحاضر وحده دون غيره. إن الماضي لا وجود له، والمستقبل يفلت دائما من يد الإنسان. وقد نسأل أنفسنا: وأين الأبد الذي يترقبه المؤمنون، وتتعلق به قلوب الفانين؟ إن كان للأبد من وجود عند كامي فهو في الحاضر وحده، وتلك هي المفارقة: «لما كنت محروما من الأبد، فإنني أريد أن أتحد مع الزمن.»
24 «ماذا تعنيني الأبدية؟»
Bilinmeyen sayfa