Albert Camus: Felsefi Düşüncesini İnceleme Denemesi
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
Türler
من تلك الليلة وهو يحلل نفسه تحليلا ساخرا مريرا، ويوجه الاتهام القاسي إليها وإلى البشر جميعا. إنه يكتشف الآن أنه لم يحب إلا نفسه، ولا تذكر شيئا إلا نفسه.
68
والذي يعذبه أنه لم يستطع أن يحب إنسانا ولا أن يحب من إنسان: «لا يستطيع الإنسان أن يعيش بغير أن يحب نفسه.»
69
وهو يمضي في اعترافاته فيقول: «إنني لم أتغير عما كنت عليه، ما زلت أحب نفسي واستخدم غيري في مصلحتي.»
70
وأقرب الناس إليه لا يحبونه، بل يدينونه: «تحدثت يا سيدي عن الحساب الأخير. لقد عانيت أسوأ ما يمكن أن يعانيه الإنسان، وذلك هو حساب الناس.»
71
إنه لا يكتفي بأن يتهم نفسه ويدينها، فينبغي على الآخرين أيضا أن يتهموه ويدينوه: «ولكن من لديه الجرأة ليحكم علي في عالم بغير قضاة، عالم ليس فيه بريء؟» وهكذا يتكشف له مجتمع الناس عن مجتمع من القضاة والمجرمين، كل من فيه متهم أو متهم، يسيرون صفوفا ترتعش تحت نظرة قاسية يسلطها عليهم قضاة محاكم التفتيش. لقد أصبح كليمانس قاضي نفسه ومتهمها والمكفر عن ذنبها، يوجه اتهامه الساخر المرير إليها وإلى الناس وإلينا جميعا. لقد أغلق أبواب مكتبه في باريس، وراح يسافر من بلد إلى بلد، حتى استقر به المطاف في حي الميناء في مدينة أمستردام، في حانة متسخة (مكسيكوسيتي بار) رخيصة، ينبش في ضمير كل من يتحدث إليه، مثل نبي كاذب ينادي فيضيع صدى صوته في صحراء من الضباب والحجارة والأنانية (واسمه اللاتيني يدل على صوت المنادي في الصحراء).
وإذا كان كل قاض ينهي حياته بالندم أو بالرغبة في التكفير عن الذنب، وإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يدين غيره بغير أن يدين نفسه معه، فإن كليمانس يرى من المحتوم عليه أن يسير في الاتجاه المضاد؛ فيبدأ بالحكم على نفسه لكي يتسنى له بعد ذلك أن يصدر حكمه عليهم ويفلت بذلك من حكمهم عليه، ثم يسير من «الأنا» إلى «النحن»، حتى تصبح الصورة التي يضعها أمام الناس هي المرآة التي يرى نفسه فيها،
Bilinmeyen sayfa