الخالق وذات المخلوق.
الكلام على الصفات السلبية عند المتكلمين
بين الشيخ الشنقيطي - رحمه الله تعالى - ضابط الصفة السلبية عند المتكلمين فقال: هي الصفة التي دلت على عدم محض. والمراد بها أن تدل على سلب ما لا يليق بالله عن الله، من غير أن تدل على معنى وجودي قائم بالذات.
والذين قالوا هذا جعلوا الصفات السلبية خمسًا لا سادس لها، وهي عندهم: القدم، والبقاء، والمخالفة للخلق، والوحدانية، والغنى المطلق الذي يسمونه القيام بالنفس، الذي يعنون به الاستغناء عن الحيز والمحل.
١، ٢- القدم والبقاء:
ونبه الشيخ رحمه الله تعالى إلى أن القدم والبقاء اللذين وصف المتكلمون بهما الله - جلّ وعلا - زاعمين أنه وصف بهما نفسه هما المرادان بقوله تعالى: (هو الأوَّلُ والأخرُ) [الحديد: ٣] .
والقدم عندهم عبارة عن سلب العدم السابق، إلا أنه عندهم أخص من الأزل، لأن الأزل عبارة عما لا افتتاح له، سواء أكان وجوديًا كذات الله وصفاته، أو عدميًا، والقدم عندهم عبارة عما لا أول له، بشرط أن