العقيدة في الله

Omar Suleiman al-Ashqar d. 1433 AH
156

العقيدة في الله

العقيدة في الله

Yayıncı

دار النفائس للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الثانية عشر

Yayın Yılı

١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م

Yayın Yeri

الأردن

Türler

المنحرفون عن المنهج السليم وأسباب انحرافهم والانحراف عن المنهج السليم في أسماء الله تعالى وصفاته قد جاء من الإخلال بأصل من الأصول الثلاثة التي ذكرناها، ونستطيع أن نقسم انحراف الناس قديمًا وحديثًا في أسماء وصفاته إلى ثلاثة أقسم: أولًا: انحراف المشركين: وانحراف المشركين، ذكره ابن عباس وابن جريج، ومجاهد، فالمشركون عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه، فسموا بها أوثانهم، فزادوا ونقصوا، فاشتقوا اللات من الله، والعزّى من العزيز، ومناة من المنان. ومن إلحادهم تكذيبهم بجملة من أسماء الله تعالى، كتكذيبهم باسم الرحمن (وهم يكفرون بالرَّحمن) [الرعد: ٣٠]، (وإذا قيل لهم اسجدوا للرَّحمن قالوا وما الرَّحمن) [الفرقان: ٦٠] . ويدخل في زمرة هؤلاء الذين يصفون الله بصفات النقص، كقول خبثاء اليهود: (إنَّ الله فقيرٌ ونحن أغنياء) [آل عمران: ١٨١]، وقولهم: (يَدُ الله مغلولة غُلَّت أيديهم ولعنوا بما قالوا) [المائدة: ٦٤] . ثانيًا: انحراف المشبهة: وهؤلاء أثبتوا لله ما أثبته لنفسه، ولكنّهم لم ينزهوا الله تعالى عن مشابهة المخلوقين، فأعملوا من الآية الكريمة (ليس كمثله شيءٌ وهو السَّميع البصير) [الشورى: ١١] عجزها، ولم يعملوا صدرها، إذ لو أعملوا صدرها لعلموا أنّ الله لا يشبهه شيء، ولما اجترؤوا على أن يقولوا قولتهم التي تقشعرّ لهولها الأبدان، وتضطرب لها القلوب: إنّ لله يدًا وبصرًا وسمعًا كيدنا وسمعنا وبصرنا، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.

1 / 222