العناية بالقرآن الكريم وعلومه من بداية القرن الرابع الهجري إلى عصرنا الحاضر

Nabil bin Mohammed Al-Ismail d. Unknown
50

العناية بالقرآن الكريم وعلومه من بداية القرن الرابع الهجري إلى عصرنا الحاضر

العناية بالقرآن الكريم وعلومه من بداية القرن الرابع الهجري إلى عصرنا الحاضر

Yayıncı

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

Türler

والأركان لقبول القراءات من جهة ولاختيار طائفة من القراء النابهين يكتفي بهم عمن سواهم، فجاء ابن مجاهد ﵀ واستصفى من هؤلاء القراء سبعة من الأئمة القراء في الأمصار الإسلامية، وألف هذا الكتاب النفيس مبينًا اختلافهم في القراءة، وعرض قراءاتهم وأئمتها إمامًا إمامًا، ذاكرًا نسبهم وأساتذتهم الذين تلقوا عنهم القرآن الكريم، واصلًا بينهم وبين الرسول ﷺ فقدم للأمة الإسلامية عملًا جليلًا باهرًا استجابت له ورضيته. والحق أن ابن مجاهد حين اختار السبعة لم يسقط رواية من سواهم ولم يبطلها ولم يعتقد أن قراءات هؤلاء السبعة هي الحروف السبعة الواردة في الحديث، ولكن ذلك إنما اعتقده بعض الناس واهمين خلاف مراد ابن مجاهد، وهو إنما قصد أن ما سوى قراءات هؤلاء السبعة يأتي وراء السبعة في عدد من يقرؤون بها في الأمصار١. وقد وضح ابن جني٢ في كتابه٣ "المحتسب" معنى الشذوذ عنده، وعند ابن مجاهد وأنه لا يعني الضعف، إنما يعني قلة القراءة به في الأمصار بالقياس إلى قراءات السبعة، على أن هذه القلة لا تعني عدم التواتر، وعدم الثقة في أئمتها. وعدم تداولها واعتماد العلماء لها. والخلاصة أن ابن مجاهد اهتم بضبط الروايات وتحرير أوجه الخلاف والتمييز بين الطرق ووضوح العبارة والتخليص.

١ مقدمة تحقيق السبعة ص ٢٢. ٢ هو أحد الأعلام المشهورين بالعلم والفضل واسمه عثمان بن جني الأزدي ولد بالموصل سنة ٣٢٢هـ وتوفي ٣٩٢هـ وله تسعة وأربعون كتابًا تقريبًا. محقق كتاب المحتسب لابن جني ١/٥-١٥ والأعلام ٤/٢٠٤. ٣ المحتسب ١/١١، وكتاب السبعة ص ٢٢.

1 / 50