فصاح في حنق: «أنت تصدني وتمعن في جرح كرامتي، وتستهين باسم مولاي.»
فقلت له هادئا: «لست أفهم.»
فتحرك ضجرا وقال: «إذن أنت ترفض السلام.»
فقلت: «الذي يريد السلام لا يستشير فيه.»
فصاح وقد نفد صبره: «هذا تعنت، هذا عناد.»
فقلت وقلبي يدمى: «أنا هنا في سجني كأنني لست شيئا. لقد سلبتم حقي في الحياة حرا وأنتم أصحاب الحول والقوة، ردوا علي حريتي فهذا حقي.»
فقال وقد ثار: «لقد علمت أنك لا تجيب إلى السلام، فلتتحمل العقبى.» فلم أتمالك أن قهقهت مرة أخرى وقلت: «تهددني؟ وماذا يأخذ الريح من البلاط؟»
فجعل الرجل يشتم ويهدر بألفاظ لم أفهم معناها، وكان منظره مسليا، فوقفت أنظر إليه حتى سكن، ثم قلت له: «إذا كانت الحقيقة تغضبك، فما ذلك من ذنبي.»
فأخذ يرعد ويبرق وقبض يده فرفعها نحوي صائحا: «اخرس!»
فنظرت إليه هادئا ولا أزال أضحك وقلت: «أهكذا تخشى لساني؟»
Bilinmeyen sayfa