Alam al-Jinn wa al-Shayatin
عالم الجن والشياطين
Yayıncı
مكتبة الفلاح
Baskı Numarası
الرابعة
Yayın Yılı
١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م
Yayın Yeri
الكويت
Türler
المنجمون:
وصناعة التنجيم التي مضمونها: الأحكام والتأثير، وهو الاستدلال على الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية، أو التمزيج بين القوى الفلكية والقوابل الأرضية: صناعة محرمة بالكتاب والسنة؛ بل هي محرمة على لسان جميع المرسلين، قال تعالى: (ولا يفلح السَّاحر حيث أتى) [طه: ٦٩] . وقال تعالى: (ألم تر إلى الَّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطَّاغوت) [النساء: ٥١] . قال عمر بن الخطاب: الجبت السحر (١) .
تعليل صدق المنجمين والعرافين في بعض الأحيان:
قد يزعم قائل أن العرافين والكهنة والمنجمين يصدقون أحيانًا، والجواب: أن صدقهم في كثير من الأحيان يكون من باب التلبيس على الناس، فإنهم يقولون للناس كلامًا عامًا يحتمل وجوهًا من التفسير، فإذا حدث الأمر، فإنه يفسره لهم تفسيرًا يوافق ما قال.
وصدقهم في الأمور الجزئية إما أنه يرجع إلى الفراسة والتنبؤ، وإما أن تكون هذه الكلمة الصادقة مما خطفه الجن من خبر السماء. ففي الصحيحين عن عائشة، قالت: سئل رسول الله ﷺ عن الكهان؟ فقال: (ليسوا بشيء) . قالوا: يا رسول الله، إنهم يحدثوننا بالشيء فيكون حقًا! فقال رسول الله ﷺ: (تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني، فيقذفها في أذن وليه، فيخلطون معها مائة كذبة) (٢) .
وإذا كانت القضية التي صدق فيها من الأمور التي حدثت كمعرفته بالسارق، أو معرفته باسم الشخص الذي يقدم عليه لأول مرة وأسماء أبنائه وأسرته، فهذا قد يكون بحيلة ما، كالذي يضع شخصًا ليسأل الناس، وتكون عنده وسيلة لاستماع أقوالهم قبل أن يمثلوا بين يديه، أو يكون هذا من فعل الشياطين، وعلم
_________
(١) شرح العقيدة الطحاوية: ٥٦٨. وراجع في علم النجوم، أبجد العلوم لصديق حسن القنوجي: ص ٥٤٢.
(٢) جامع الأصول لابن الأثير: ٥/٦٣.
1 / 120