Alam al-Jinn wa al-Shayatin
عالم الجن والشياطين
Yayıncı
مكتبة الفلاح
Baskı Numarası
الرابعة
Yayın Yılı
١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م
Yayın Yeri
الكويت
Türler
دعوتهم الإنس إلى الخير وشهادتهم للمسلم
ومراتبهم في الصلاح والفساد
وفي الأحاديث أن بعض الجن كان له دور في هداية الإنس، ففي صحيح البخاري: أن عمر بن الخطاب سأل رجلًا كان كاهنًا في الجاهلية عن أعجب ما جاءته به جنيته. قال: (بينما أنا يومًا في السوق جاءتني أعرف فيها الفزع، فقالت:
ألم تر الجنّ وإبْلاسها ××× ويأسها بعد إنْكاسها
ولحوقها بالقلاص وأحْلاسها (١)
قال عمر: صدق، بينما أنا نائم عند آلهتهم، إذ جاء رجل بعجل فذبحه، فصرخ به صارخ، لم أسمع صارخًا قط أشد صوتًا منه، يقول: يا جليح، أمر نجيح، رجل فصيح، يقول: لا إله إلا الله، قال: فوثب القوم، قلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، ثم نادى: يا جليح، أمر نجيح، رجل فصيح، يقول: لا إله إلا الله، فقمت، فما نَشِبنْا أن قيل: هذا نبي " (٢) .
قال ابن كثير في تفسير سورة الأحقاف بعد أن ساق هذا الحديث: (هذا سياق البخاري، وقد رواه البيهقي من حديث ابن وهب بنحوه، ثم قال: وظاهر هذه الرواية يوهم أن عمر ﵁ بنفسه سمع الصارخ يصرخ من العجل الذي ذبح، وكذلك هو صريح في رواية ضعيفة عن عمر ﵁، وسائر الروايات تدل على أن الكاهن هو الذي أخبر بذلك عن رؤيته وسماعه، والله أعلم، ثم قال: وهذا الرجل (الكاهن) هو سواد بن قارب) .
وسيأتي الحديث الذي يخبر فيه الرسول ﷺ بأن قرينه من الجن أسلم،
_________
(١) الإبلاس: اليأس، والحزن، والانكسار. والإنكاس: الضعف، والهوان، والقلاص: جمع قلوص، وهي الناقة الشابة، والحلس: ما يوضع فوق ظهر الدابة كالسرج.
(٢) صحيح البخاري: ٧/١٧٧. ورقمه: ٣٨٦٦.
1 / 47