Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran
الوسطية في ضوء القرآن الكريم
Yayıncı
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
Türler
قال سيد قطب في تفسيره للآية الثانية: والمشاقة أن يأخذوا لهم شقًّا غير شق الله، وجانبًا غير جانبه، وقد جعل الله جانبه هو جانب رسوله، ﷺ حين وصف علّة استحقاقهم للعذاب في صدر الآية، فاكتفى في عجزها بمشاقة الله وحده، فهي تشمل مشاقة الرسول وتتضمنها.
ثم ليقف المشاقّون في ناحية أمام الله - سبحانه - وهو موقف فيه تبجّح قبيح، حين يقف المخاليق في وجه الخالق يُشاقّونه (١) .
٨- قال - تعالى -: ﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ﴾ (الشورى:٢٧) .
قال الطبري: ولو بسط الله الرزق لعباده، فوسّعه وكثّره عندهم لبغوا، فتجاوزوا الحدّ الذي حدّه الله لهم إلى غير ذلك الذي حدّه لهم في بلاده بركوبهم في الأرض ما حظره عليهم، ولكنه ينزّل رزقهم بقدر لكفايتهم الذي يشاء منه (٢) .
وقال ابن كثير: أي لو أعطاهم فوق حاجتهم من الرزق لحملهم ذلك على البغي والطغيان، من بعضهم على بعض أشرًا وبطرًا.
وقال قتادة: كان يقال: خير العيش ما لا يلهيك ولا يطغيك (٣) .
(١) - انظر: في ظلال القرآن (٦ / ٣٥٢٢) .
(٢) - انظر: تفسير الطبري (٢٥ / ٣٠) .
(٣) - انظر: تفسير ابن كثير (٤ / ١١٥) .
1 / 349