344

Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran

الوسطية في ضوء القرآن الكريم

Yayıncı

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Türler

٢- قال - تعالى -: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا﴾ ﴿إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا﴾ ﴿وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا﴾ ﴿إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ (المعارج:١٩- ٢٢) .
قال القرطبي: الهلع في اللغة: أشد الحرص، وأسوأ الجزع وأفحشه.
والمعنى: أنه لا يصبر على خير ولا شرّ حتى يفعل فيهما ما لا ينبغي.
والمنوع: هو الذي أصاب المال منع منه حق الله - تعالى -.
وقال أبو عبيدة: الهلوع: هو الذي إذا مسّه الخير لم يشكر، وإذا مسه الضرّ لم يصبر (١) .
٣- قال - تعالى -: ﴿أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى﴾ ﴿فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى﴾ ﴿وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى﴾ ﴿وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى﴾ ﴿وَهُوَ يَخْشَى﴾ ﴿فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى﴾ (عبس:٥-١٠) .
قال ابن كثير مبينًا دلالتها على الوسطية:
﴿أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى﴾ ﴿فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى﴾ (عبس:٥،٦) أي: أمّا الغني فأنت تعرض له لعله يهتدي، ﴿وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى﴾ (عبس:٧) أي: بمطالب منه إذا لم يحصل له زكاة - وهي الهداية -.

(١) - انظر: تفسير القرطبي (١٨ / ٢٩٠) .

1 / 344