230

Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran

الوسطية في ضوء القرآن الكريم

Yayıncı

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Türler

وذلك أنّ أهل الجاهلية كانوا يفعلون ذلك، إذا قتل رجل رجلا عمد ولى القتيل إلى الشّريف من قبيلة القاتل فقتله بوليّه، وترك القاتل، فنهى الله ﷿ عن ذلك عباده، وقال لرسوله، ﷺ قتل غير القاتل بالمقتول معصية وسرف، فلا تقتل به غير قاتله، وإن قتلت القاتل بالمقتول فلا تمثل به (١) . وقال القاسمي: أي ومن قتل بغير حق - مما تقدم - ﴿فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ﴾ (الإسراء: من الآية ٣٣) الذي بينه وبينه قرابة توجب المطالبة بدمه. ﴿سُلْطَانًا﴾ (الإسراء: من الآية ٣٣) أي: تسلّطًا على القاتل في الاقتصاص منه، أو حجة يثب بها عليه، وحينئذ فلا يُسرف في القتل، أي: فلا يقتل غير القاتل، ولا اثنين والقاتل واحد، كعادة الجاهلية، كان إذا قُتل منهم واحد قتلوا به جماعة، ﴿إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا﴾ (الإسراء: من الآية ٣٣) تعليل للنهي. يعني: حسبه أنّ الله قد نصره بأن أوجب له القصاص، فلا يستزد على ذلك (٢) . وبهذا المثال ومن خلال ما سبق من آيات اتضح لنا منهج الوسطيَّة في الشهادة والحكم، لأن الله أمر بالعدل ونهى عن الظلم والبغي.

(١) - انظر: تفسير الطبري (١٥ / ٨١) . (٢) - انظر: تفسير القاسمي (١٠ / ٣٩٢٦) .

1 / 230