64

Al-Wajiz fi Fiqh al-Imam al-Shafi'i

الوجيز في فقه الإمام الشافعي

Soruşturmacı

علي معوض وعادل عبد الموجود

Yayıncı

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1418 AH

Yayın Yeri

بيروت

وخيالِهِ القَاصِر، وجَدَلِهِ المُزَخْرَفِ، ويصدِّق أيضاً بما يُحْكَى له من المكاشَفَاتِ التي أخْبَرَ عنها أولياءُ الله، وربَّما أصرّ مُكَذِّباً بما يسمعُهُ الآنَ، كما يكَذِّبُ بما سمعه من قَبْل.

وأخيراً، فإنَّه من الحقِّ الذي لا مراءَ، فيه أنَّ تصوُّف الغَزَّاليِّ كان تصوُّفاً معتدلاً، وكان نموذجاً لمَنْ أرادَ أنْ يقتدِيَ به في هذا الطَّريق العظيم؛ لأنَّ الغَزَّاليَّ بتوجيهاته وضوابِطِهِ الَّتِي وضَعَها لِعِلْمِ التصوُّفِ أمنَ مِنْ أَن يَقَعَ في الزيْغِ والانحرافٍ، أو يَرْكَبَ بَحْرَ الشطَحَاتِ والضَّلالاتِ،

نسألُ الله أنْ يُرْشِدَنا إلَى الحَقِّ، ويُرْشِدَ بنا، إنه سميع مجيب.

خامساً: جُهُودُ الْغَزَّالِيِّ في عِلْمِ الْفِقْهِ:

وقبل أن نتكلّم على جهودِ الغَزَّاليِّ وتصْنيفَاتِهِ في الفقْهِ، يَجْدُرُ بنا أن نتكلّم بشيْءٍ من الإِيجَازِ عن هَذَا العِلْمِ، ومَنزلتِهِ بين العلومِ الإسْلامِيَّةِ.

يعتبر الفقْهُ الإسْلامِيُّ حياةً متجدِّدة للأمّة الإسْلاميَّة؛ إذ هو جزءٌ لا يتجزّأُ من تاريخ حيَاةِ الأمّة الإسلاميَّة في أقطار المعْمُورَة، وهو مفخرة مِنْ مفاخرها العظيمَةِ، ومن خصائِصِهَا التي لَمْ تكُنْ لأيِّ أمة قبْلَهَا؛ إذ هو فقْهُ عَامُ مبيِّن لحقوقِ المجتَمَعِ الإسْلاميِّ، بل البشريِّ، وبه كمال نظامِ العَالَمِ.

فهو جامعٌ للمصَالِحِ الاجتماعيَّة والأخلاقيَّة، والأحوالِ الشخصيَّة التي بين العَبْدِ وربِّه؛ من صلاةٍ، وصومٍ، وزكاةٍ، وحَجّ، ونظافةٍ؛ إلَى غير ذلك مِنْ مباحثِهِ ومسائِلِهِ التي تَهُمُّ الفرْدَ والمجتَمَعَ، وتسعَى إلى تحقيقِ الخَيْرِ.

أمَّا عن تصنيفاتِ الغَزَّاليٌّ في علْمِ الفقْهِ فهي تصانيف محرَّرةٌ، تشمل كتباً مُطَوَّلَةً ووَسِيطَةً ووجيزةً، وسنعرض لهذه المصنَّفاتِ بشَيْءٍ من الإيجاز.

64