131

Al-Wajiz fi Fiqh al-Imam al-Shafi'i

الوجيز في فقه الإمام الشافعي

Soruşturmacı

علي معوض وعادل عبد الموجود

Yayıncı

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Baskı

الأولى

Yayın Yılı

1418 AH

Yayın Yeri

بيروت

(كتاب التيمم(١)، وفيه ثلاثة أبواب)

(البابُ الأَوّلُ، فيما يُبِيحُ التيمم)، وهُوَ العجزُ عَنِ استعمالَ المَاءِ، وللعجْزِ أَسْبابٌ سبعةٌ

(١) التيمم في ((لسان العرب)) القصد يقال تيمَّمْتُ فلاناً، ويَمَّمْتُهُ؛ وأمَّمته، وتأمَّمته؛ أي: قصدته. والأَوَّلان منها مصدرهما: تيمُّماً، ومصدر الثالث: تأميماً، ومصْدَرُ الرابع: تأمُّماً. وأمّمته بوزن: قصَدْتُهُ.

وفي ((المختار)) أمَّه من باب ردّ، وأمّمة تأميماً. وتأمَّمه إذا قصده وهو يفيد أنه بالتشديد. وقال بعضهم - أمَّمْته بتشديد الميم لا بتخفيفها، كما في ((المختار)) و ((المصباح)) وغيرهما.

وأما أَمَمْتُهُ مخففاً، فمعناه: ضربت أُمَّ رأسه قال في (المُغرب)) - أممته بالعَصَا أمماً من باب طلب، إذا ضربت أُمَّ رأسه، وهي الجلدهُ التي تجمع الدِّماغَ.

وقال في ((القاموس)): أمه: قصده، كأنّمه وأممّه، وتأمّمه، ويممه، وتيممه والتيمم أصله: التأمّم، فمعناه القصد قال الله تعالى ((فتيمَّمُوا صعيداً طيِّياً)) أيّ: اقصدوه - وقال: ((ولا تيمَّموا الخبيثَ منْهُ تُنْفِقَون)) أي: لا تقصدوه وقال (أمرؤ القيس)) في رواية [طويل] تيمَّمتُها مِنْ اذرعات وأَهْلِهِا بيثربَ أَعْلى دارها نظر عالي أَي قصدتها - وقال أيضاً [الطويل] تيمّمت العين التي عند ضارجٍ يفيءُ عليها الظُّلُ عَرْمَضُها طامي أي: قصدت وقال الشاعر [الوافر]

فلا أَدْرِي إِذا يمَّمتُ أَرْضاً أُريدُ الخير أَيُّهما يلييني

أي: قصدتها. وقال البوصيري

يا خير من تيمَّم العافون ساعته سعياً وفوق مُتون الآيْنُقُ الرُّسُم

أيْ: قصد ويقال: تأمَّم العطف والعدالة من عالم، ولا تأممها من جاهل، أي اقصد ولا تقصد.

ينظر لسان العرب: ٤٩٦٦/٦، ترتيب القاموس ٦٨١/٤، المعجم الوسيط: ١٠٧٩/٢

واصطلاحاً: عرفه الحَنَفيَّةَ بأنه: قصْدُ الطاهر، واستعماله بصفة مخْصُوصةٍ؛ لإقامة القُرْبَة

وعرفه الشَّافِعِيَّةُ بأنه: إيصالُ تُرابٍ إلى الوجه والْيَدْينِ، بشروط مخصوصة.

وعَرَّفه المالكية بأنه: طَهَارُةٌ تُرابِيَّةٌ تشتمل على مسْح الوجه واليَديْن بنيّةِ .

وعرفه الحَنَابلةُ بأنه: عبارة عن قصدٍ شيء مخصُوصٍَ على وجهٍ مخصوص.

ينظر الاختيار ٢٠/١، فتح الوهاب: ٢١/١

حاشية الدسوقي: ١٤٧/١، المبدع: ٢٠٥/١

وشُرِعَ التَّيممُ في غزوة المُرُيْسيع، وهي غزْوةُ بني المصطلق التي كانت في شعبان سنة خمسٍ، حينما سقط عقدُ السيدة عائشة - رضي الله عنها - فاحتبس النَّاسُ مع طَلِبه، وليس معهم ماء، ففي الحديث عن عائشة - زوج النبي صلى الله عليه وسلم - أنها قالت:

﴿خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم في بعض أَسْفاره حتى إذا كنا بالبيداء، أو بذات الحبيس ((موضعان بين المدينة وخيبر)) انقطع عقد لي، فأقام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ﴿ على التماسه، وأقام النَّاسُ معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماءٌ، فأتى الناس إلى أبي بكْرٍ، فقالوا: ألا ترى إلى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله وَّ والناس، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، فجاء أبو بكر - رضى الله عنه - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال : -

حَبَسْتِ رسول الله - ﴿ والنَّاسَ، وليسوا على ماءٍ، وليس معهم ماء، فقالت عائشة : - فعاتبني أبو بكر، وقال ما=

131