124

Al-Wajiz fi Fiqh al-Imam al-Shafi'i

الوجيز في فقه الإمام الشافعي

Soruşturmacı

علي معوض وعادل عبد الموجود

Yayıncı

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Baskı

الأولى

Yayın Yılı

1418 AH

Yayın Yeri

بيروت

الثَّاني يأخذ غُرْفَةٌ لَهُمَا، ثم يَخْلِطُ؛ عَلَى أَحدِ الوجهين، إِذا كانتِ الغُرفةُ واحِدةً، ويُقَدِّمُ المضمضةَ في الْوَجِهِ الثاني، وأَنْ يبالغ فيهِما إِلاَّ أَنْ يكونَ صائماً فيرفُقَ، وأَنْ يُكَرِّر الغَسْلُ وِالمسْحَ (ح م و) فِي الجميع، وإِنْ شِكَّ، أَخَذَ بَالأَقلِّ، وأَنْ يخلِّلَ اللِّخيةَ، إِذا كانَتْ كثيفةً(١)، وأَنْ يقدِّمَ اليُمنىُ عَلَى اليُسرَىُ، وأَنْ يَطُوِّل الغرةَ، وأَنْ يَسْتوعبَ الرَّأْسَ بالمسْحِ، فإِنْ عَسُرَ تَنْحيةُ العمَامة، كمِلَّ بالمَسْحِ عَلَى العمامة، وأَنْ يَمسْحَ أُذُنيْه بماء جديد ظاهرهُما وبَاطِنَهُما، وأَنْ يَمْسَحَ الرَّقْبَةَ، وأَنْ يُخَلِّلَ أَصابعَ الرِّجْلَيْنِ بِخِنْصِرِ اليَدِ الْيُسْرَىْ مِنْ أَسْفَلِ أَصَابِعِ الرِّجْلِ الْيُمْنَى، ويُبْتديء بخِنْصِرِ الْيُمْنِى، وَيَخْتِمُ بخنصِرٍ الْيُسْرَى، وأَنْ يوالي بَيْنَ الأَفِعالِ، فهيَ سُنَّةٌ؛ عَلَى الجديد وَأَلَّ يستعينَ فيِ الوُضُوءِ بِغَيرِهِ، وَلاَّ ينَشِّفَ الأَعضاءَ، فهيَ سُنَّةٌ؛ عَلَى أَظْهِرَ الوجهين، وأَلَّ ينفَضَ يدَيْهِ للَّنهِيْ عنْهُ وَأَن يَدْعُوَ بِالدَعَوَاتِ المَأْثُورَةِ المَشْهُورَةِ عِنْدَ غَسْلِ الأَعْضَاءِ.

البَابُ الثَّانِي في الاسْتِنْجَاءِ(٢)

وَهُوَ وَاجِبٌ وَفِيهِ فُصُولٌ أَرْبَعَةٌ

﴿الأَوَّلُ: فِي آدَابِ قَضَاءِ الحَاجَةِ، وَهِيَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَتَهُ وَلاَ يُحَاذِي بِهَا الشَمْسَ والقَمَرَ والقِبْلَةَ أَسْتِقْبَالاً وَأَستدْباراً، إِلاَّ إِذا كان في بناءِ(٣) وَأَلَّ يَجْلِسَ فِي مُتحدَّثِ النَّاسِ، [وَلاَ عَلَى الشَّوارع](٤)، ولا يُبُولَ في المَاءِ الرَّاكدِ، ولا في الجحرَةِ، ولاَ تحْتَ الأَشجارِ المُثْمرةِ، وَلا في مهَابٌّ الرِّياح؛ أستْزَاهاً مِنَ البَوْل، ويعتمد في الجُلوس عَلَى الرَّجل اليُسرى، ويَعُدَّ الُّبْلَ(٥) وَلاَ يَسْتَنْجِيَ بِالْمَاءِ في موضعِ قَضَاءِ الحَاجَةِ، وَلاَ يَسْتَصحبَ شِيْئاً عَلَيْهِ اسْمُ الله تعَالَى وَرَسُولِهِ، وَيُقدِّم الرِّجْلَ اليُسْرى في دخُولِهَ

(١) الكثُّ والكثيفُ: هو الشَّخين الكثير، وقد كثف الشَّيء كثافة، وكثَّ كثائةً، أي: كثر وتخن. ولحيةٌ كثَّةٌ وكثَّاءٌ، ورجلٌ كثُّ اللُّحية بالكسر، ورجالٌ كتّ وجمع اللِّحية لُحىّ ولِحىّ: بالضَّمِّ والكسرِ. واللَّحى بفتحِ الَّلامِ: منبتُ اللِّحية بالكسر ينظر النظر المستعذب (٢٧/١)

(٢) أصل الاسْتِنجاءِ في اللغةِ: الذَّهابُ إلى النَّجوةِ من الأرض، لقضاء الحاجة، والنَّجوةُ: المُرْتفعةُ منها، كانوا يَسْتترون بها إذا قعدوا للتَّخَلِّي، فقيل على هذا: قد استنجى الرَّجلُ، أي: أزال النَّجو عن بدنه، والنَّجو كناية عن الحدث، كما كنِّي عنه بالغائط. وأصل الغائط: المطمِئنُ من الأرض، كانوا ينتأبُونهُ للحاجة، فكنوا به عن نفس الحدثِ، كراهيةً لذكره بخاصِ اسْمِه.

وقيل: الاستنجاء: نزْعُ الشيء من موضعه، ومنه قولهم: نجوت الرُّطب، واستنجيته: إذا جنيته، واستنجيتُ الوتر: إذا خلَّصته من أثناء الَّلحم والعظم. ينظر: النهاية ٢٦/٥، الصِّحاح ٢٥٠٢/٦. واصطلاحاً: ((عَّفه الحنفية: بأَنَّهُ طلبُ الفراغ عما يخرجُ من البطنِ، وعن أَثَرِهِ بماء، أو ترابٍ. درر الحكام (٤٨/١)

(٣) قال الرافعي: ((ولا يجاذى بها الشمس والقمر والقبلة استقبالاً واستدباراً إلا إذا كان في بناء)) مجازاة النيرين مكروهة على الإِطلاق، ومحاذاة القبلة حرام في الصحراء، ومكروهة في البنيان، فإن زاد حالة تحريم المحاذاة لم يحسن الجمع بين القبلة والنيرين، وإن أراد حالة الكراهة، فلا ينبغي أن يستثنى ما إذا كان في بناء [ت]

(٤) سقط من أب والمثبت من ط.

(٥) جمع مفرده النبلة وهي الصغيرة من الأحجار. ينظر المعجم الوسيط ٢/ ٩٣٥.

124