Al-Wajiz fi Fiqh al-Imam al-Shafi'i
الوجيز في فقه الإمام الشافعي
Soruşturmacı
علي معوض وعادل عبد الموجود
Yayıncı
شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم
Baskı
الأولى
Yayın Yılı
1418 AH
Yayın Yeri
بيروت
Türler
أباطيل الخيالات الزائغة، وطمأنينة تضمحل في أرجائها تخاييل المقالات الفارغة(١)، وأُصلِّي عَلَى المُصْطَفَىْ مُحَمَّدِ المَبعوث بالآيَاتِ الدَّامِغَةِ، المُؤيَّدِ بالحُجَجِ البَالِغَةِ، وعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ، وأَصْحَابِهِ الطَّاهِرِين إزغَاماً لأنُوفِ المُبتدِعَةِ النَّابِغَةِ(٢).
﴿أَمَّا بَعْدُ﴾ فإِنِّي مُتْحِفُكَ أَيُّها السَائِلُ المَتَلَطُّفُ، والحَرِيصُ المُتَشَوِّفُ بِهَذَا الوَجِيزِ الَّذِي أَشْتَدَّتْ إِلَيْهِ ضَرُورَتُكَ وَأَفْتِقَارُكَ، وَطَالَ في نيلِهِ انْتِظَارُكَ، بَعْدَ أَنْ مَخَضْتُ لَكَ فِيهِ جُمْلَةَ الْفِقْهِ فَاسْتَخْرَجْتُ
= على صُحْبَةٍ أيضاً؛ كفَارةٍ، وفُزْهَةٍ، وعلى صِحَابٍ؛ كجائعٍ وجِيَاعٍ، وعلى صُحْبَانٍ، كَشَابٍ وشُبَانٍ، ويقال: صَحِبَهُ صُحْبَةً وصَحَابَةً؛ بالفتح، والصَّحَابَة أيضاً: الأصْحَابُ، وأَصْطَحَبِّ القَوْمُ صَحبَ بَعضُهُمْ بَعْضاً.
وأرْغَمَ الله أنْفَهُ أي: ألصقه بالِرَّغام، والرَّغَامُ؛ بالفتح: التراب.
ونَبَغَ يَنْبُغُ نَبَّغاً ونُبُوغاً، أي: ظَهَرَ ،كأنَّه يقولُ أجمع بينِ الصَّلاة على الآلِ، والأصْحابِ؛ تبعاً للصَّلاة على الرسُولِ - رَّه؛ خِلاَفاً للمبتدعةِ والذَّين يُقُولُونَ الآلُ دُونَ الأَصْحَابِ، أو بالعكسِ، وإرغاماً لَهُمْ. [ت]
(١)
قال الرافعي (( أمَّا بَعْدُ: فإِنِّيَ مُتْحِفَكَ أيهَاَ السَّائِلُ المُتَلَطِّف، وَالحَرِيصُ المُتَشَوِّف، بِهَذَا (الوجِيزِ)) الَّذِي أَشْتَدَّتْ إِلَيْهِ ضَرُورَتُكَ وافْتِقَارُكَ، وَطَالَ فِي نَيْلِهِ أَنْتِظَارُك»:
(بعد)): نقيضُ ((قَبْل))، والأصل فيها الإضافةُ، وإذا حُذِفَ المضافُ إِلَيْهِ؛ لعلْم المخاطَبِ. بُنِيًا على الضَّمِّ، والمعنى: بَعْدَ حمْدِ الله، والصَّلاة على رسُولِهِ، وفُسْرَ ((فَصْلُ الخِطَابِ)) بـ ((أمَّا بَعْدُ)، وذكر أنَّ أوَّلَ من قاله داودُ عليه السَّلام.
((والإِتْحَافُ)): من التُّحْفَة، وهي العَطِيّة، اللَّطيفة، وتلَطَّف للأمْرِ: ترفقِ لهُ، والملاطَفة: المُبَارَّة؛ ويعبر بِالَّطَافَةِ والْلَطْفِ؛ عن الحَرَكَة الِخفيفةِ، وتَعَاطِي الأُمُورِ الدقيقةَ، ولَطُفَ يَلْطُفُ لَطَافَةٌ، أي: صَغُرَ.
وتشوَّف إلى الشيْءِ: تطَلَّع إليه، يقال: النِّسَاءَ يتشوفْنَ من السُطوح، أي: يَنْظُرْنَ، واشتاف، أيْ: نظر وتطَاوَلَ، واشتاف البَرْقَ، أي: شافه.
وأَوْجَزَ كلامه، أي: قصَّرهُ، وهو مُوجَزٌ، ووجْزٌ، ووجِيزٌ، والوجزٌ: الشيء اليسيرُ
و((الضرورة)): البُؤْسُ وشدَّةُ الحاجةِ؛ يقال: رجُلٌ ذو ضرورةٍ، وضرورة، أي: حاجه، وأَضْطرَّ إلى كذا، أي: أُلْجِىءَ إليْهِ، ويقال للمضْطرِّ: إنه صاحبُ ضرُورةٍ. ونال خَيْراً ينَالُهُ نَيْلاً: أصابه [ت]
(٢) قال الرافعي: بعْدَ أَنْ مخَّضْتُ لكَ فِيهِ جُملةَ الفِقْهِ، فَأَسْتخرجتُ زُبْدتَهُ، وتصفَّحتُ تَفَاصِيلَ الشَّرْعِ، فَأَنْتَقَيْتُ صَفْوَتَهُ وعُمْدَتَهُ، وأوجزتُ لكَ المِذْهَبَ البسيطَ الطَّويل، وخَففتِ عنْ حِفْظِكَ ذلِكَ العِبْءِ الثَّقِيل)»:
يقال: مَخَضَ اللََّنَ يَمْخَضُهُ ويمْخِضُهُ، المِمْخَضَةُ، وهو المَخِيضُ، والمُمخُوضُى، وأُمْتَخَضَ اللَّبُ، تحرَّك وتحوَّل في المِمْخضةَ، ومِخضٍ، وكذلك الولدُ، إذا تحرّك في بطن الحامل.
((والزُّبْد)» زُبْدُ اللَّبن، والذُّبْدة أخصُّ مِنْه، وزَبَدَ سِقَاءهُ، أي: مخَضَهُ حتى يُخرجِ زُبدُهُ، وَذَبَدْتُهُ أَذْبُدُهُ؛ بالضّم، أي أطعمتهُ الزُّبْدَ.
وتصفَّحَ الشَّيْءَ، إذا نظر في صفحاتِهِ، وصَفحْةُ كل شيْء جانبهُ.
والانتقاءُ» الاختيار، والنَّقِّى: التخيُّر، ونُقاوةُ الشيْءِ خيارُهُ.
والصّفاوة؛ كالصَّفْوة، وهي الخالصُ من الشِيْءٍ.
((والعمْدَة)): ما يُعتمدُ عليْه، وأعتمَدْتُ عَلَى الشَّيّء، أي: اتكأُتُ عليْهِ، وقوله: مَخَضْتُ لَكَ منه، أي: بِسَبَيِهِ، وفي طريق تحصيله، حتى استخرجتُ هذا الكتابَ الذي هوٍ زُبْدَتُهُ
وقوله: ((أوجزْتُ لَكَ المِذْهَب البَسِيطِ)) يجوز أن يريدَ مُطْلَقَ المِذْهَب، ويجوز أن يريد كتَابَهُ المعْروفَ بـ ((البسيط)). والعبْءُ: الحمل، والجمع أَعْبَاء، ويقال لعدل المتاع. عبء، وهما عبئان، وعبْءُ الشيَّءٍ نظيرُهُ [ت]
104