370

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

Soruşturmacı

ماهر أديب حبوش وآخرون

Yayıncı

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Baskı

الأولى

Yayın Yılı

1440 AH

Yayın Yeri

أسطنبول

Türler

Tefsir
بمكالمةِ الحق، ويدُه بقبضِ عطايا الحق، ورجلُه بالوصولِ إلى مقعدِ الصدق بتقريب الحق، وقلبُه بمشاهدة الحق، وروحُه بقُرب (^١) الحق، وسرُّه بلطف الحق، فصار كلٌّ للحقِّ بالحقِّ (^٢).
وقيل: تفسيرُ المتَّقين فيما ذُكر بعده: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾، وهو كما قالوا: إن تفسيرَ ﴿الصَّمَدُ﴾: ما ذُكر بعده: ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾، وتفسيرَ الهَلُوع ما ذُكر بعده: ﴿إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (٢٠) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا﴾ [المعارج: ٢٠ - ٢١].
* * *
(٣) - ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾.
وقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ﴾: فإن ﴿الَّذِينَ﴾ اسمٌ بدلالةِ دخولِ الألف واللام فيه، وهو موصولٌ؛ لأنه يَتمُّ بصلته وهو (^٣): ﴿يُؤْمِنُونَ﴾.
وأصله: (اللَّذِينَ) بلامينِ؛ إحداهما: لام التعريف، والثانية: لام (لذ)، وإنما اكتُفي في الكتابة بواحدةٍ تخفيفًا لكثرة الاستعمال، ولهذا تُكتب في التَّثنية: (اللذانِ) بلامين؛ لأنه لم يَكثر استعمالُه.
وهو غيرُ مُعْرَبٍ لفظًا، ولهذا يستوي (^٤) نصبُه ورفعُه وخفضُه، فيقال: جاءني الذين علمتَ، ورأيتُ الذين علمتَ، ومررتُ بالذين علمتَ.

(^١) في (ف): "بقوت".
(^٢) في (أ): "وبالحق".
(^٣) في (ف): "وهي".
(^٤) في (ف): "استوى".

1 / 226