363

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

Soruşturmacı

ماهر أديب حبوش وآخرون

Yayıncı

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Baskı

الأولى

Yayın Yılı

1440 AH

Yayın Yeri

أسطنبول

Türler

Tefsir
فإنْ جُعل مصدرًا فعلى قوله: ﴿فِيهِ هُدًى﴾، وإن جُعل فاعلًا فعلى أن يُجعل تقديره: هو (^١) هُدًى للمُتَّقِين؛ أي: هادٍ.
وأَمَّا إعرابُه: ففي (^٢) الظاهرِ لا حركةَ للياء التي هي حرفُ الإعراب؛ فإنه اسمٌ مقصور وقد سقطت الياء بالتنوين.
وهذه الصيغةُ وردت في القرآن في محلِّ النصب والرفع والخفض، قال اللَّه تعالى: ﴿زَادَهُمْ هُدًى﴾ [محمد: ١٧] هذا منصوبٌ، وقال: ﴿فِيهِ هُدًى وَنُورٌ﴾ [المائدة: ٤٦] وهذا مرفوعٌ، وقال: ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى﴾ [البقرة: ٥] وهذا مخفوضٌ.
وهاهنا قوله: ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾: يَصلحُ أن يكون منصوبًا ومرفوعًا، ولا يحتملُ الخفض لعدم الخافض، فأما النصب فعلى القطع، وللقطع وجوهٌ:
أحدها: من قوله: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾، فـ ﴿الْكِتَابُ﴾ معرفةٌ و﴿هُدًى﴾ نكرةٌ.
والثاني: من قوله: ﴿ذَلِكَ﴾ (^٣)، وهو معرفةٌ أيضًا.
والثالث: من قوله: ﴿فِيهِ﴾ فهو معرفة أيضًا، ووصْفُ المعرفةِ بالنكرة لا يستقيم، فنُصب قطعًا كما في قوله: ﴿هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً﴾ [الأعراف: ٧٣]، وقولهِ تعالى: ﴿وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا﴾ [هود: ٧٢]، وقولهِ تعالى: ﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً﴾ [النمل: ٥٢].
وقيل: هو نصبٌ على الحال؛ أي: لا رَيْبَ في كونه هُدًى.
وأما الرفع فلوجوهٍ:

(^١) "هو": من (أ).
(^٢) في (أ): "فعلى".
(^٣) في (ر) و(ف): " ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾ ".

1 / 219