273

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

Araştırmacı

ماهر أديب حبوش وآخرون

Yayıncı

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1440 AH

Yayın Yeri

أسطنبول

Türler

Tefsir
وبهذا ظهر (^١) علوُّ درجة نبيِّنا محمدٍ ﷺ على موسى ﷺ بقوله (^٢): ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: ٤٠]، وقال (^٣) موسى صلوات اللَّه عليه: ﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي﴾ [الشعراء: ٦٢]، وهو معنًى لطيفٌ وعِلمٌ شريفٌ.
فإنْ قيل (^٤): لمَ كرَّر ﴿إِيَّاكَ﴾ ولو اكتفى بالأول صحَّ؟
قلنا: لأن (إيا) (^٥) في أول الكلام كالكافِ في آخره، ولو قال: نعبدُك ونستعينك، احتِيج إلى تكرار الكاف، فكذلك (^٦) (إِيّا)، ولأن تكراره تحقيقٌ لكلِّ واحدٍ منهما مفردًا؛ أي: نعبدك لا غير ونستعين بك لا غير.
وقوله تعالى: ﴿نَعْبُدُ﴾: فالعبادةُ في اللغة لمَعَانٍ:
أحدها: التذليل (^٧) والقهر؛ قال تعالى: ﴿أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ [الشعراء: ٢٢]؛ أي: ذلَّلتهم وقهَرتهم، ومنه قولهم: طريقٌ معبَّدٌ؛ أي: مذلَّلٌ بكثرةِ الوطء، قال الشاعر:
تُباري عِتَاقًا ناجياتٍ وأَتْبعَتْ... وظيفًا وظيفًا فوق مَوْرٍ معبَّد (^٨)

(^١) في (أ): "ولهذا ظهر"، وفي (ف): "وبهذا أظهر".
(^٢) في (ر): "حيث قال"، بدل: "بقوله".
(^٣) في (أ): "وقول".
(^٤) في (ف) و(أ): "ولا يقال".
(^٥) في (ر) و(ف): "إياك".
(^٦) في (أ): "وكذا"، وفي (ف): "فكذا".
(^٧) قوله: "التذليل" كذا في النسخ، ولعل الأولى: (التذلُّل)، كما في "الغريبين" للهروي (مادة: عبد)، و"تفسير القرطبي" (١/ ٢٢٣)، وسيأتي إشارة لهذا في كلام المصنف. أما التذليل فهو معنى التعبيد كما في "النكت والعيون" للماوردي (٤/ ١٦٨).
(^٨) البيت لطرفة من معلقته، وهو في "شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات" لابن الأنباري =

1 / 128