267

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

Araştırmacı

ماهر أديب حبوش وآخرون

Yayıncı

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1440 AH

Yayın Yeri

أسطنبول

Türler

Tefsir
[النور: ٢٥]؛ أي: جزاءَهم، واللَّه تعالى يجزي العباد يومئذٍ بأعمالهم، كما قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾ [غافر: ١٧].
وقال جماعة: هو القضاء، كما في قوله: ﴿مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ﴾ [يوسف: ٧٦]؛ أي: قضائه، واللَّه تعالى يقضي بين خلقه يومئذٍ، كما قال ﷿: ﴿وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ﴾ [الزمر: ٦٩].
وقال محمد بن كعبٍ القُرظي: هو التوحيد (^١)، كما في قوله: ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ [الزمر: ٣]، والعزُّ والكرامةُ يومئذٍ لأهل التوحيد، قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ الآية [الحديد: ١٢].
وقيل: الدِّين: الطاعة (^٢)، قال زهير:
لَئِن حَلَلْتَ بوادٍ (^٣) في بني أسَدِ... في دِينِ عمرٍو وحالَتْ بيننا فَدَكُ (^٤)
أي: هذا (^٥) يومٌ لا ينفع فيه إلا الطاعة، قال تعالى: ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: ٨٨ - ٨٩]، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾ [سبأ: ٣٧].
وقال الحسين بن الفضل البَجَلي ﵀: هو الخضوع؛ قال النبيُّ

(^١) أورده البغوي في "تفسيره" (١/ ٥٣) بلفظ: مَلكُ يومٍ لا ينفع فيه إلا الدين.
(^٢) انظر: "تفسير الثعلبي" (١/ ١١٦).
(^٣) في "ديوان زهير بن أبي سلمى": "بجَوٍّ".
(^٤) انظر: "ديوان زهير بن أبي سلمى" (بشرح ثعلب) (ص: ١٨٣)، و"المحرر الوجيز" (١/ ٧١)، و"البحر المحيط" (١/ ٦٣). قال الشارح: جوّ: واد، ودين عمرو: طاعته، وعمرو هو عمرو بن هند.
(^٥) في (أ): "هو".

1 / 122