التيسير في التفسير
التيسير في التفسير
Araştırmacı
ماهر أديب حبوش وآخرون
Yayıncı
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
1440 AH
Yayın Yeri
أسطنبول
Türler
Tefsir
اللفظ، وتقول: الشكرُ للَّهِ والشكرُ لفلانٍ، فهذا عمومُ اللفظ، ثم الحمدُ يُوضَع موضعَ الشكرِ، فيقالُ: حَمدتُه على صفاتِه الجليلة، وحَمدتُه أيضًا على صنائعِه الجزيلةِ، والشكرُ لا يُوضَع موضعَ الحمدِ، فيقالُ: شكرتُ له على آلائِه ونعمائِه، ولا يقالُ: شكرتُ له على علائه وكبريائه، فكان كلُّ شكرٍ حمدًا، ولم يكن كلُّ حمدٍ شكرًا.
وبالفارسية: (الحمد للَّه استايش همه استانيد كان وراي منتهي، والشكر للَّه ساس همه دارند كان ورابد همة منتهي) (^١).
وقال قتادةُ: إنَّ اللَّه تعالى افتتحَ بالحمدِ (^٢) حين خَلَقَ السماواتِ والأرضَ، فقال: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ [الأنعام: ١] وختمَ بالحمد فقال: ﴿وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الزمر: ٧٥] (^٣)، فجعل ابتداءَ العالَم وانتهاءَه بالحمد.
ثم قراءةُ العامَّة ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ على الابتداء، واللامُ بالكسر على الأصل.
وقرأ هارونُ بنُ موسى العَتكيُّ الأعورُ ورؤبةُ بنُ العجَّاج بنصبِ الدَّالِ على المصدر (^٤)، وهو على الأَمْرِ بطريقِ الإغراء.
وقرأ الحسنُ البصريُّ ﵀: (الحمدِ للَّه) بخفض الدَّالِ (^٥)؛ إِتباعًا لكسرة اللام.
(^١) في هامش (ف): "تعريبه: مدح جميع المُدَّاح له وشكر جميع الشاكرين له على مننه".
(^٢) في النسخ: "الحمد"، والمثبت من هامش (ف). ولفظ الخبر: (فُتح أول الخلق بالحمد للَّه. .).
(^٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٠/ ٢٧٣).
(^٤) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٩)، ونسبها لرؤبة.
(^٥) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٩)، وزاد نسبتها لرؤبة، و"المحتسب" (١/ ٣٧)، وزاد نسبتها لزيد بن علي.
1 / 99