242

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

Araştırmacı

ماهر أديب حبوش وآخرون

Yayıncı

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1440 AH

Yayın Yeri

أسطنبول

Türler

Tefsir
يُزلفُهم لديه، ليُثنوا (^١) عليه بما أَثنى هو (^٢) على نفسِه، وغيرُه إنَّما يكون له ذلك باللَّه تعالى، فعليه توجيهُ الحمدِ إليه لا إلى نفسِه.
والثاني: أنَّ اللَّهَ تعالى حقيقٌ لذلك؛ إذ لا عيبَ يمسُّه ولا آفةَ تَحلُّ به فيَدخلَ نقصانٌ في ذلك، ولا هو مأمورٌ بشيءٍ، والعبدُ لا يَخلو عن عيوبٍ وآفاتٍ، ويُمدح بالائتمار، ويُذمُّ بالترك، ويتمكَّن به (^٣) فيه النقصانُ، وحُقَّ لمثلِه الفَزَعُ إلى اللَّهِ تعالى ليتغمَّده برحمته.
وعلى ذلك: التكبُّرُ يُحمَد به اللَّهُ تعالى ولا يُحمَد به غيرُه؛ إذ ليس للعبد معنًى يَستقيم لذلك تكبُّره (^٤)، إذ هم جميعًا أكفاءُ مِن طريق الخِلْقة والمحنة (^٥)، وما أَدرك واحدٌ منهم مِن فضيلةٍ أو رِفعةٍ، فباللَّه (^٦) أَدركه لا بنفسِه، فعليه تنزيهُ الرَّبِّ تعالى، والفَزَعُ إليه بالشُّكر، لا بالتكبُّر على أمثاله، واللَّهُ -تعالى- عن هذا الوصف مُتعالٍ (^٧).
وتكلَّموا في الفَرْق بين الحمدِ والشُّكرِ (^٨):

(^١) في (ر): "فيثنوا".
(^٢) "هو": ليست في (ر).
(^٣) "به": ليست في (ر). وعبارة "التأويلات": (وفي ذلك تمكن النقصان).
(^٤) في (أ) و(ف): "يستقيم لذلك بكثرة". وعبارة "التأويلات": (يستقيم معه تكبره).
(^٥) عبارة "التأويلات": (من طريق المحبة والخلق)، ولعل لفظ (المحنة) الوارد في النسخ قد تحرف عن لفظ (المحبة).
(^٦) في (ر): "فمن اللَّه وباللَّه"، بدل: "فباللَّه".
(^٧) انظر: "تأويلات أهل السنة" لأبي منصور الماتريدي (١/ ٣٥٧ - ٣٥٨).
(^٨) انظر الأقوال في ذلك في: "معاني القرآن" للنحاس (١/ ٥٧) وما بعدها، و"تفسير الثعلبي" (١/ ١٠٨) وما بعدها.

1 / 97