39

التوحيد

التوحيد

Araştırmacı

كاظم المظفر

Yayıncı

مؤسسة الوفاء

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

1404 AH

Yayın Yeri

بيروت

بعض، وأخبار الغائبين عن أوطانهم، ودرست العلوم، وضاعت الآداب وعظم ما يدخل على الناس من الخلل في أمورهم ومعاملاتهم، وما يحتاجون إلى النظر فيه من أمر دينهم، وما روي لهم، مما لا يسعهم جهله، ولعلك تظن أنها مما يخلص إليه بالحيلة والفطنة، وليست مما أعطيه الإنسان من خلقه وطباعه.

وكذلك الكلام، إنما هو شئ يصطلح الناس، فيجري بينهم ولهذا صار يختلف في الأمم المختلفة، وكذلك لكتابة العربي والسرياني والعبراني والرومي، وغيرها من سائر الكتابة، التي هي متفرقة في الأمم إنما اصطلحوا عليها، كما اصطلحوا على الكلام، فيقال لمن ادعى ذلك:

إن الإنسان وإن كان له في الأمرين جميعا فعل أو حيلة، فإن الشئ الذي يبلغ به ذلك الفعل والحيلة، عطية وهبة من الله عز وجل له في خلقه، فإنه لو لم يكن له لسان مهيأ للكلام، وذهن يهتدي به للأمور، لم يكن ليتكلم أبدا ولو لم تكن له كف مهيئة وأصابع للكتابة، لم يكن ليكتب أبدا.

واعتبر ذلك من البهائم التي لا كلام لها ولا كتابة، فأصل ذلك فطرة الباري جل وعز، وما تفضل به على خلقه، فمن شكر أثيب، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين. (1) (إعطاء الإنسان ما يصلح دينه ودنياه ومنعه مما سوى ذلك) فكر يا مفضل فيما أعطي الإنسان علمه وما منع، فإنه أعطي جميع علم ما فيه صلاح دينه ودنياه فمما فيه صلاح دينه معرفة الخالق تبارك

Sayfa 40