167

Al-Sirah al-Halabiyyah Insan al-Uyoon fi Seerat al-Ameen al-Ma’moon

السيرة الحلبية إنسان العيون في سيرة الأمين المامون

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Baskı

الثانية

Yayın Yılı

1427 AH

Yayın Yeri

بيروت

أفلحت العرب ما دام فيها عمدانها، فلما ولي عثمان رضي الله تعالى عنه الخلافة هدمه.
وكان أبو طالب مقلا من المال، فكان عياله إذا أكلوا جميعا أو فرادى لم يشبعوا، وإذا أكل معهم النبي ﷺ شبعوا، فكان أبو طالب إذا أراد أن يغديهم أو يغشيهم يقول لهم، كما أنتم حتى يأتي ابني، فيأتي رسول الله ﷺ فيأكل معهم، فيفضلون من طعامهم، وإن كان لبنا شرب رسول الله ﷺ أولهم، ثم تتناول العيال القعب: أي القدح الذي من الخشب فيشربون منه فيروون من عند آخرهم: أي جميعهم من القعب الواحد وإن كان أحدهم ليشرب قعبا واحدا. فيقول أبو طالب:
إنك لمبارك.
أقول: وفي الإمتاع وكان أي أبو طالب يقرب إلى الصبيان يصبحهم أول البكرة فيجلسون وينتهبون فيكف رسول الله ﷺ يده لا ينتهب معهم. فلما رأى ذلك أبو طالب عزل له طعامه على حدة، هذا كلامه، ولا ينافي ما قبله، لأنه يجوز أن يكون ذلك خاصا بما يحضر في البكرة الذي يقال له الفطور دون الغداء والعشاء، فإنه كان يأكل معهم وهو المقدم، والله أعلم.
وكان الصبيان يصبحون شعثا رمصا بضم الراء وإسكان الميم ثم صاد مهملة ويصبح رسول الله ﷺ دهينا كحيلا.
قالت أم أيمن: ما رأيت رسول الله ﷺ يشكو جوعا قط ولا عطشا لا في صغره ولا في كبره.
وكان ﷺ يغدو إذا أصبح فيشرب من ماء زمزم شربة فربما عرضنا عليه الغداء فيقول أنا شعبان: أي في بعض الأوقات، فلا ينافي ما سبق.
وكان يوضع لأبي طالب وسادة يجلس عليها فجاء النبي ﷺ فجلس عليها، فقال: إن ابن أخي ليحسّ بنعيم: أي بشرف عظيم.
قال: واستسقى أبو طالب برسول الله ﷺ. قال جلهمة بن عرفطة: قدمت مكة وقريش في قحط فقائل منهم يقول اعتمدوا اللات والعزى. وقائل منهم يقول اعتمدوا مناة الثالثة الأخرى، فقال شيخ وسيم حسن الوجه جيد الرأي أنى تؤفكون: أي كيف تصرفون عن الحق وفيكم باقية إبراهيم، وسلالة إسمعيل ﵉؟ أي فكيف تعدلون عنه إلى ما لا يجدي. قالوا: كأنك عنيت أبا طالب، قال: إيها، فقاموا بأجمعهم وقمت معهم، فدققنا عليه بابه فخرج إلينا رجل حسن الوجه، عليه إزار قد اتشح به فثاروا أي قاموا إليه، فقالوا، يا أبا طالب، أقحط الوادي، وأجدب العيال، فهلم فاستسق لنا، فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنه شمس دجنة بدال مهملة فجيم

1 / 169