44

Al-Shafi'i: His Life and Era – His Opinions and Jurisprudence

الشافعى حياته وعصره – آراؤه وفقهه

Yayıncı

دار الفكر العربي

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

1398 AH

ثالثة تعنى بتفسير القرآن ، وتعرف أسباب نزوله ورواية التفسير المأثور فيه وتفهم القرآن على ضوء ذلك، ولغة العرب وبعض عاداتهم، وتلك المدرسة هي مدرسة مكة التي اتخذها ابن عباس مقاماً له.

وعندي أن المدارس لا تتميز بالرأي والحديث، بل تتميز بمنهاج من تلقوا عنهم وطريقة الرأي، وكثرة فتاوى الصحابة وقلتها، ومن المقرر أن الفقهاء السبعة الذين كانوا أساتذة الفقه الحجازي قد كان لهم رأي كثير، ومهما يكن فقد أخذ الشافعي من كل، فمدرسة الحجاز تخرج على شيخها مالك رضي الله عنه، ومالك تلقاها عن طائفة من تابعي التابعين، وأولئك تلقوا فقههم عن التابعين الذين اشتهروا بعلمهم بفتاوى الصحابة والآثار والرأي أيضاً، ثم أولئك تلقوا عن الصحابة الذين كانوا يسيرون على منهاج عمر وزيد وابن عمر بالمأثور، إن عرض لهم أمر تعرفوا حكمه من الكتاب فإن لم يجدوا، فمن المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا أفتوا بما فيه صلاح الناس. أما مدرسة العراق، فكان شيوخها أصحاب أبي حنيفة من بعده، وأبو حنيفة تلقاها عن بعض تابعي التابعين الذين تلقوا عن تابعين تأثروا بفقه معاذ الذي نادى بالرأي بعد السنة وتلقوا عن عبد الله ابن مسعود الذي كان يمثل طريقة عمر بن الخطاب أيضاً.

وتلقى فقه القرآن وتفسيره في مكة وتخرج على البقية الباقية ممن تأثروا طريق ابن عباس الذي أقام بها، وكان يدارس القرآن فيها، حتى لقد وجد

= وإن كنا نشير إلى أمرين: (أحدهما) أن عبد الله بن مسعود لم يكن مخالفاً لاتجاه عمر كما نذكر في صلب كلامنا، وشيخ أهل الرأي من الصحابة في نظر الباحثين هو عمر رضي الله عنه كما يدل على مسلكه في مسائل كثيرة، فمدرسة الكوفة على هذا تنتهي إلى عمر عن طريق عبد الله بن مسعود.

(ثانيهما) أن عبد الله بن عباس قد أقام في مكة بعد أن اعتزل السياسة يدرس ويدارس، فكان له بذلك مدرسة خاصة تعنى بالقرآن، وقد اتصل الشافعي بالمتأخرين بها من أهل مكة كما اتصل بتلاميذه الأوزاعي وبتلاميذ الليث، فكان بذلك متصلاً بكل الدراسات الفقهية في عصره.

44